والكتاب «مختصر التبيين لهجاء التنزيل» موسوعة علمية مطولة في موضوع رسم المصحف العثماني وما يتصل بذلك، لا يستغني عنه الباحثون من علماء القراءات، ولا اللجان العلمية التي تشرف على طباعة المصحف في شتى بقاع العالم.
ومؤلفه أبو داود سليمان بن نجاح إمام وحجة في علم الرسم، وقد فاق أقرانه، فعلماء الرسم اهتموا بمؤلفاته، وأخذوا بترجيحاته وتحريراته في هذا العلم.
إن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف قد هيأ في سبيل ذلك فريق عمل متخصصا في القرآن الكريم وعلومه، ويسرّه أن يتعاون لتنفيذ مهامه المنوطة به مع العلماء
الجادين الذين تهيأت لهم إمكانات علمية وقدرات بحثية للنهوض بالواجبات التي ندبوا أنفسهم للقيام بها.
وفي هذا العمل الجليل الذي تمت طباعته في مطابع المجمع وتحت إشرافه المباشر، يلمس القارئ تلك العناية العظيمة التي بذلها السلف الصالح في سبيل كتابة القرآن الكريم ورسمه وضبطه، وكتاب «مختصر التبيين لهجاء التنزيل» حلقة مهمة من هذه الحلقات.
ومما يزيد من أهمية هذا السفر الجليل هذه الدراسة العلمية المتقنة التي عني بها المحقق لأجلاء غوامض هذا العلم وما يلزمه من التحرير والبحث في بعض مسائله ومشكلاته، ثم يأتي النص محققا على طائفة من النسخ المخطوطة المعتمدة وفق أسلوب العمل المنهجي في تحقيق التراث الإسلامي ونشره.
وندعو الله عز وجل أن يحفظ لهذه البلاد أمنها واستقرارها في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الأمانة العامة لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف