أينما ثقفوا (1) هذه الأربعة خاصة، واختلفوا في التي في الشعراء (2)، ففي بعض المصاحف متصلة، مثل هذه الأربع (3)، وفي بعضها، منفصلة، مثل سائر ما في القرآن (4).
وقياس ما رويناه عن نصير النحوي صاحب الكسائي (5) من قوله: كل ما في (1) من الآية 61 الأحزاب.
(2) في قوله تعالى: وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون في الآية 92.
(3) في هـ: «الأربعة».
(4) كلام المؤلف في الأربعة مواضع، قد يكون مبنيا على أكثر المصاحف على وصلها أو يكون مبنيا على اختياره، وهو الظاهر، بدليل أنه ذكر الخلاف في موضع الأحزاب وذكر هناك اختياره، فقال:
«والوصل أختار».
وأقول إن المصاحف اتفقت على موضعي البقرة، والنحل ولم يذكر أهل المصاحف إلا الوصل فيهما، وقال أبو عبيد إنهما في المصحف الإمام موصولتان.
واختلفوا في موضع النساء والشعراء والأحزاب، فذكر محمد بن عيسى ثلاثة أحرف بالوصل موضع البقرة والنحل والشعراء باختلاف، ثم قال ومنهم من يعد موضع البقرة، والنحل والنساء، وذكر أبو حفص الخراز أربعة أحرف موضع البقرة والنحل والشعراء والأحزاب» والمشهور وبه جرى العمل الوصل في موضعي النساء والأحزاب وعلى القطع في موضع الشعراء، خلافا لما ذهب إليه شيخنا المرصفي- رحمه الله- أن القطع والوصل يستويان في موضع الشعراء والأحزاب لأن «أين ما» في الشعراء بمعنى أين الذي، فهي موصولة، و «أينما» في الأحزاب شرطية كلمة واحدة فيفترقان من هذه الجهة، وحينئذ القطع أولى وأرجح في موضع الشعراء، والوصل أولى في موضع الأحزاب.
انظر: المقنع 72، هجاء المهدوي 84، الدرة 52، البديع 277، الجامع 83، الجميلة 121، هداية القاري 442.
(5) نصير بن يوسف بن أبي نصير، أبو المنذر الرازي، ثم البغدادي النحوي أستاذ كامل ثقة، كان من الأئمة الحفاظ، لا سيما في رسم المصحف وله فيه مصنف، وروى عنه الداني في مواضع كثيرة ومثله لابن أبي داود، أخذ القراءة عرضا عن الكسائي، وهو من جلة أصحابه، وله عنه نسخة، وأبي محمد اليزيدي، وروى عنه القراءة محمد بن عيسى توفي في حدود 240 هـ.
انظر: معرفة القراء 1/ 213 غاية النهاية 2/ 340.