الله صلّى الله عليه وسلم: «المائدة من آخر القرآن نزولا «١»، فأحلوا حلالها وحرّموا حرامها» «٢».

وعن أبي ميسرة: «في المائدة إحدى عشرة فريضة» «٣».

وعنه أيضا: «ثماني عشرة فريضة، وليس فيها منسوخ» «٤».

سورة الأنعام

روي أبو عبيد «٥» عن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- قال: «الأنعام من نواجب «٦» القرآن «٧»».

(١) في بقية النسخ: تنزيلا.
(٢) أخرجه أبو عبيد في فضائله- كما قال المصنف- ١٧٠ باب فضل المائدة والأنعام ونقله عنه السيوطي في الدر المنثور: ٣/ ٢.
وله شاهد أخرجه أبو عبيد أيضا بسنده إلى جبير بن نفير- بنون وفاء مصغرا- قال: حججت فدخلت على عائشة، فقالت لي: يا جبير هل تقرأ المائدة؟ قلت: نعم، قالت: «أمّا أنّها آخر سورة نزلت، فما وجدتم فيها من حلال فاستحلّوه، وما وجدتم فيها من حرام فحرّموه» فضائل القرآن ١٧١.
وقال السيوطي: أخرج أحمد، وأبو عبيد في فضائله والنحاس في ناسخه والنسائي وابن المنذر، والحاكم، وصحّحه، وابن مردويه والبيهقي في سننه عن جبير بن نفير قال: حججت ...
وذكره. الدر المنثور: ٣/ ٣.
(٣) أخرجه أبو عبيد في فضائله عن أبي ميسرة: ١٧١.
(٤) أخرجه- أيضا- أبو عبيد بسنده عن أبي ميسرة: ١٧١.
ونسبه السيوطي إلى الفريابي، وأبي عبيد، وعبد بن حميد، وابن المنذر وأبي الشيخ كلهم عن أبي ميسرة. الدر المنثور ٣/ ٤.
ثم قال السيوطي: وأخرج أبو داود والنحاس كلاهما في الناسخ عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل قال: «لم ينسخ من المائدة شيء» اه. وذكره البغوي وعزاه كذلك إلى أبي ميسرة ٢/ ٢ قال: «روى عن
أبي ميسرة قال: أنزل الله تعالى في هذه السورة ثمانية عشر حكما لم ينزلها في غيرها» اه. وراجع تفسير القرطبي ٦/ ٣٠.
وأما كونها ليس فيها منسوخ: فهو قول جماعة من العلماء وسيأتي الكلام عليه- إن شاء الله- في موضعه من هذا الكتاب.
(٥) أي وروى أبو عبيد.
(٦) نجب ينجب نجابة: إذا كان فاضلا نفيسا في نوعه. اللسان ١/ ٧٤٨ (نجب).
(٧) أخرجه أبو عبيد في فضائله- كما قال المصنف- بسنده عن عمر بن الخطاب باب فضل المائدة والأنعام ١٧٢.
ونسبه السيوطي إلى أبي عبيد في فضائله والدارمي في سننه ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة وأبي الشيخ كلهم عن عمر بن الخطاب. وكذلك عن محمد بن نصر عن ابن مسعود. الدر المنثور