قال «١» أبو عبيد: ثنا حجاج (عن ابن المسعودي) «٢» عن عون بن عبد الله بن عتبة «٣» قال: ملّ أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ملة «٤» فقالوا: يا رسول الله حدّثنا، فأنزل الله تبارك وتعالى اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ «٥» قال: ثم نعته فقال: كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللَّهِ .. إلى آخر الآية. قال: ثم ملّوا ملّة أخرى (فقال) «٦» يا رسول الله، حدّثنا شيئا فوق الحديث ودون القرآن، يعنون القصص، فأنزل الله تبارك وتعالى الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ إلى قوله تعالى نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغافِلِينَ «٧».

وراجع كلام العلماء في إبراهيم الهجري هذا في الميزان ١/ ٦٥، والتقريب ١/ ٤٣.
وقد ساق الذهبي حديث ابن مسعود هذا، وسكت عنه.
وروى الترمذي شطره الأخير بألفاظ قريبة مما هنا بسنده عن محمد بن كعب عن ابن مسعود يرفعه.
سنن الترمذي أبواب فضائل القرآن باب ما جاء في من قرأ حرفا من القرآن ما له من الأجر ٨/ ٢٢٦.
وسيذكره المصنف عند كلامه عن فضل حامل القرآن ص ٣٣٧.
وأخرجه الحاكم في المستدرك كتاب فضائل القرآن ١/ ٥٥٥، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه وتعقبه الذهبي بأن إبراهيم بن مسلم ضعيف، ونسبه في الكنز إلى ابن أبي شيبة ومحمد بن نصر وابن الأنباري في كتاب المصاحف والبيهقي في شعب الإيمان .. كلهم عن ابن مسعود ١/ ٥٢٦ رقم ٢٣٥٦.
(١) في بقية النسخ: وقال.
(٢) هكذا في الأصل عن ابن المسعودي، وفي بقية النسخ وفضائل القرآن لأبي عبيد: عن المسعودي، وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة المسعودي الكوفي، صدوق، اختلط قبل موته، من السابعة مات سنة ١٦٠ هـ. التقريب ١/ ٤٨٧ والميزان ٢/ ٥٧٤.
(٣) ابن مسعود الهذلي أبو عبد الله الكوفي، ثقة عابد، من الرابعة مات سنة ١٢٠ هـ. التقريب ٢/ ٩٠، وصفة الصفوة ٣/ ١٠٠.
(٤) ملّ الشيء، ومل من الشيء يمل- بفتح الميم- مللا وملّة وملالة: أي سئمه وضجر منه.
مختار الصحاح ٦٣٤ (ملل) والمصباح المنير: ٥٨٠، وانظر اللسان: ١١/ ٦٢٨.
(٥) الزمر (٢٣).
وكتبت الآية في الأصل خطأ هكذا (الله أنزل الحديث).
(٦) هكذا في الأصل: فقال، وهو خطأ واضح. وفي بقية النسخ: فقالوا وهو الصواب.
(٧) يوسف: (١ - ٣).