قال عبد الرزاق: قرأها عليّ ابن جريج بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ* إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ* اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ* صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ آية آية وقال:
قرأها عليّ أبي كما قرأتها عليك وقال: قرأها عليّ ابن عباس كما قرأتها عليك.
وقال ابن عباس: (قد أخرجها الله لكم- يعني فاتحة الكتاب- وما أخرجها الله «١» لأحد قبلكم) اه «٢».
وعن سعيد بن جبير: سألت ابن عباس- رضي الله عنه- عن قول الله عزّ وجلّ:
وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ قال: هي أم القرآن، استثناها الله عزّ وجلّ لأمة محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وأخّرها حتى أخرجها لهم، ولم يعطها أحدا قبل أمة محمد صلّى الله عليه وسلّم.
قال سعيد: ثم قرأها ابن عباس، فقرأ فيها بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.
قال ابن جريج: قلت لأبي: أخبرني «٣» أخبرك سعيد بن جبير أن ابن عباس قال له: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ آية من فاتحة الكتاب؟ قال: نعم اه «٤».
وعن عكرمة عن ابن عباس «أنه كان يجهر ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ويقول:
هو شيء اختلسه الشيطان من عامة الناس» اه «٥».
وهذا هو الأكثر والأشهر عن ابن عباس، أنه كان يجهر بها، وأنها أول آية في فاتحة الكتاب، وعلى ذلك جميع أصحابه، ولا خلاف في ذلك عن ابن عمر وابن الزبير
عد آى القرآن لأبي عمرو الداني باب ذكر الآثار والسنن التي فيها ذكر جمل آى السور (٨/ أ) ميكروفيلم.
(١) هكذا في الأصل، وأرى أنه لا حاجة لتكرير لفظ الجلالة.
(٢) أخرجه عبد الرزاق في المصنف باب قراءة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (٢/ ٩٠) والشافعي في الأم بنحوه بسنده إلى سعيد بن جبير (١/ ١٠٧)، وراجع المستدرك (١/ ٥٥٠ ٥٥١).
(٣) كلمة (أخبرني) ليست في بقية النسخ.
(٤) أخرجه أبو عبيد في فضائله بسنده عن ابن جريج عن سعيد بن جبير عن ابن عباس باب فضل فاتحة الكتاب (ص ١٥٥) وانظر (ص ١٤٩) من نفس المصدر. ورواه ابن جرير الطبري في تفسيره (١٤/ ٥٧) وراجع المستدرك كتاب فضائل القرآن (١/ ٥٥٠، ٥٥١).
(٥) عزاه السيوطي بنحوه إلى سعيد بن منصور وابن خزيمة والبيهقي وأبي عبيد وابن مردويه، كلهم عن ابن عباس: انظر الدر المنثور (١/ ٢٠).