وقال زيد بن ثابت: أملى عليّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ..

وَالْمُجاهِدُونَ «١» فِي سَبِيلِ اللَّهِ «٢» فجاء ابن أم مكتوم «٣» وهو يملها عليّ، فقال: يا رسول الله، لو أستطيع الجهاد لجاهدت، قال: فأنزل الله عليه- وفخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على فخذي، فثقلت، حتى خشيت أن «٤» ترتض «٥» فخذي، فأنزل الله عزّ وجلّ- غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ «٦» «٧» اه.

وقيل: ثقيل في الميزان.

وقيل: ثقيل على أهل النفاق.

وقال الحسن: «إن الرجل ليهذ القرآن «٨» ولكن العمل به ثقيل» اه.

وقال قتادة: «فرائض القرآن وحدوده ثقيل والله» اه.

وعن «٩» عروة: «أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان إذا أوحي إليه وهو على ناقته وضعت جرانها «١٠».

فما تستطيع «١١» أن تتحرك حتى يسرى عنه» «١٢» اه.

(١) في الأصل: (والمهاجرين) خطأ.
(٢) أي قبل أن ينزل عليه غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ الآتية.
(٣) وهو عمرو بن قيس بن زائدة بن الأصم، وقيل: اسمه: عبد الله واسم أمه: عاتكة، وتكنى أم مكتوم، صحابي شجاع، كان ضرير البصر، أسلم بمكة، وهاجر إلى المدينة بعد وقعة بدر وكان مؤذن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مع بلال، وحضر حرب القادسية، فقاتل- وهو أعمى- ورجع بعدها إلى المدينة، فتوفى سنة ٢٣ هـ انظر جمهرة أنساب العرب (ص ١٧١) وصفة الصفوة (١/ ٥٨٢)، والتقريب (٢/ ٧٠) والأعلام (٥/ ٨٣).
(٤) (أن) ساقطة من د وظ.
(٥) أي تدقها، كما في فتح الباري (٨/ ٢٦١).
(٦) فيصير نص الآية لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ ... الآية (٩٥) من سورة النساء.
(٧) رواه البخاري في صحيحه كتاب التفسير باب لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ ... (٨/ ٢٥٩) بشرح ابن حجر، والترمذي في سننه أبواب التفسير باب ومن سورة النساء (٨/ ٣٩٠) وانظر الدر المنثور (٢/ ٦٣٩).
(٨) سبق ذكر معنى (الهذ) وأنه بمعنى سرعة القراءة.
(٩) (وعن) غير واضحة في ظ.
(١٠) أي باطن عنقها، وقيل: الجران: مقدم العنق من مذبح البعير إلى منحره؛ فإذا برك البعير ومد عنقه على الأرض، قيل: ألقى جرانه على الأرض. اللسان (١٣/ ٨٦) (جرن).
(١١) في د وظ: فما يستطيع أن يتحرك.
(١٢) رواه الإمام احمد في المسند بنحوه (٦/ ١١٨) والطبري- واللفظ له- جامع البيان (٢٩/ ١٢٧) والحاكم