يصل ذوى رحمه من غير أن يؤثرهم على من هو أفضل منهم، لا يجفو على أحد، يقبل معذرة المعتذر.
يمزح ولا يقول إلا حقا، يضحك فى غير قهقهة، ويرى اللعب المباح فلا ينكره، ويسابق أهله على الأقدام، ويرفع الأصوات عليه فيصبر.
له لقاح «1» وغنم، يتقوت هو وأهله من ألبانها. وله عبيد وإماء، لا يتفضل عليهم فى مأكل ولا ملبس.
ولا يمضى له وقت فى غير عمل لله تعالى، أو فيما لابد له من صلاح نفسه.
يخرج إلى بساتين أصحابه، ويقبل البر اليسير، ويشرب النبيذ الحلو، ولا يحقر مسكينا لفقره وزمانته، ولا يهاب ملكا لملكه، يدعو هذا وهذا إلى إلى الله تعالى مستويا.
أطعم السم، وسحر، فلم يقتل من سمه، ولا من سحره، إذ لم ير عليهما قتلا، ولو وجب ذلك عليهما لما تركهما.
قد جمع الله له السيرة الفاضلة، والسياسة التامة.
وهو صلى الله عليه وسلم أمى لا يقرأ ولا يكتب، ونشأ فى بلاد الجهل والصحارى، فى بلد فقر، وذى رعية غنم.
ورباه الله تعالى محفوفا باللطف، يتيما لا أب له، ولا أم، فعلمه الله جميع محاسن الأخلاق «2» ، والطرق الحميدة. وأوحى إليه جل وعلا أخبار