مكة، يلقون على بطنه الصخرة العظيمة، ثم يأخذونه ويلبسونه فى ذلك الحر الشديد درع حديد، ويضعون فى عنقه حبلا، ويسلمونه إلى الصبيان يطوفون به، وهو فى كل ذلك صابر محتسب، لا يبالى بما لقى فى ذات الله تعالى، رضوان الله عليه.
وأسلم ياسر والد عمار. وأسلم سلمة بن الوليد. والوليد بن الوليد بن المغيرة. وأبو حذيفة مهشم بن عتبة بن ربيعة، وغيرهم.
وأعتق أبو بكر بلال بن رباح، وأمه حمامة، مولدة، وأعتق عامر بن فهيرة، وأعتق أم عبيس، وزنيرة، والنهدية وابنتها، وجارية لبنى عدى ابن كعب، كان عمر بن الخطاب يعذبها على الإسلام، وذلك قبل أن يسلم.
وقيل إن أبا قحافة قال: يا بنى أراك تعتق رقابا ضعافا فلو أعتقت قوما جلدا يمنعونك؛ فقال له أبو بكر: يا أبة إنى أريد ما أريد. قيل: ففيه أنزل الله تعالى: وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى. الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى «1» . إلى آخر السورة.
رضوان الله ورحمته وبركاته على الصديق.
فلما كثر المسلمون واشتد العذاب والبلاء عليهم أذن الله تعالى لهم فى الهجرة إلى أرض الحبشة، وهى فى غربى مكة، وبين البلدين صحارى السودان، والبحر الآخذ من اليمن إلى القلزم.
فكان أول من خرج من المسلمين فارا بدينه إلى أرض الحبشة: عثمان بن عفان مع زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس مراغما لأبيه، هاربا ومعه امرأته سهلة بنت سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبدود بن نصر بن مالك