يا خل سل المنايا ما تركن لنا
... عزا ننوء به ما هدهد الورق
وقال حسان بن ثابت يرثى سليط بن قيس ومن أصيب من قومه:
لقد عظمت فينا الرزية أننا
... جلاد على ريب الحوادث والدهر
لدى الجسر يوم الجسر لهفى عليهم
... غداة إذا ما قد لقينا على الجسر
يقول رجال ما لحسان باكيا
... وحق لى التبكاء بالنحب والغزر
أبعد أبى قيس سليط تلومنى
... سفاها أبى الأيتام فى العسر واليسر
فقل للألى أمسوا أسروا شماتة
... به كنتم يوم النزال على بدر
وقالت امرأة من ثقيف:
أضحت منازل آل عمرو قفرة
... بعد الجزيل ونائل مبذول
وكأنما كانوا لموقف ساعة
... قردا زفته الريح كل سبيل
حديث البويب ووقعة مهران «1»
ولما بلغ عمر، رضى الله عنه، أمر الجسر، وأتاه كتاب المسلمين بالخبر استخلف على المدينة على بن أبى طالب وخرج فنزل بصرار يريد أرض فارس، وقدم طلحة بن عبيد الله فنزل الأعوص، فدخل عليه العباس بن عبد المطلب وعثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف فأشاروا عليه بالمقام، وقالوا: شاور الناس، فكتب إلى على وطلحة فقدما عليه، فجمع الناس فقال: إنى نزلت منزلى هذا وأنا أريد العراق فصرفنى عن ذلك قوم من ذوى الرأى منكم، وقد أحضرت هذا الأمر من خلفت ومن قدمت، فأشيرووا علىّ، فقال على بن أبى طالب، رضى الله عنه، أرى أن ترجع إلى المدينة وتكتب إلى من هناك من المسلمين أن يدعوا من حولهم ويحذروا على أنفسهم، وقد قدم قوم من العرب يريدون الهجرة فوجههم إليهم فتكون دار هجرة حتى إذا كثروا وليت أمرهم رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل السابقة والقدم فى الإسلام، فانصرف عمر إلى المدينة وكتب إلى المثنى بأن يدعو من حوله ولا يقاتل أحدا حتى يأتيه المدد، وقدم من الأسد وبارق وغامد وكنانة سبعمائة أهل بيت، فقال لهم عمر: أين تريدون؟ فقالوا: سلفنا بالشام. قال: أو غير ذلك، أرضا تبتذونها إن شاء الله ويغنمكم الله كنوزها، أخوار فارس. فقال مخنف بن سليم الغامدى: مرنا بأحب الوجهين إليك. قال: العراق. قال: