قال ابن إسحاق «1» : فلما مزقت الصحيفة وبطل ما فيها قال أبو طالب فيما كان من أمر أولئك الذين قاموا فى نقضها يمدحهم:
ألا هل أتى بحرينا صنع ربنا
... على نأيهم والله بالناس أرود «2»
فنخبرهم أن الصحيفة مزقت
... وأن كل ما لم يرضه الله مفسد
تراوحها إفك وسحر مجمع
... ولم يلف سحر آخر الدهر يصعد «3»
جزى الله رهطا بالحجون تتابعوا
... على ملأ يهدى لحزم ويرشد
قعودا لدى خطم الحجون كأنهم
... مقاولة بل هم أعز وأمجد
أعان عليها كل صقر كأنه
... إذا ما مشى فى رفرف الدرع أحرد
جرى على جل الخطوب كأنه
... شهاب بكفى قابس يتوقد
من الأكرمين من لؤى بن غالب
... إذا سيم خسفا وجهه يتربد
طويل النجاد خارج نصف ساقه
... على وجهه نسقى الغمام ونسعد
عظيم الرماد سيد وابن سيد
... يحض على مقرى الضيوف ويحشد
ويا بنى لأفياء العشيرة صالحا
... إذا نحن طفنا فى البلاد ويمهد
ألظ بهذا الصلح كل مبرأ
... عظيم اللواء أمره ثم يحمد
قضوا ما قضوا فى ليلهم ثم أصبحوا
... على مهل وسائر الناس رقد
هم رجعوا سهل بن بيضاء راضيا
... وسر أبو بكر بها ومحمد
متى شرك الأقوام فى جل أمرنا
... وكنا قديما قبلها نتودد