أن يظلموا ببلده، قال: فجاآ فخلصا سعدا من أيديهم، وكان الذى لكم سعدا سهيل ابن عمرو «1» .
قال ابن هشام: والذى أوى له أبو البحترى بن هشام.
قال ابن إسحاق «2» : فكان أول شعر قيل فى الهجرة بيتين قالهما ضرار بن الخطاب ابن مرداس «3» ، أخو بنى محارب بن فهر. قال:
تداركت سعدا عنوة فأخذته
... وكان شفاء لو تداركت منذرا
ولو نلته ظلت هناك جراحة
... وكان حقيقا أن يهان ويهدرا
فأجابه حسان بن ثابت «4» فقال:
ولست إلى عمرو ولا المرء منذر
... إذا ما مطايا القوم أصبحن ضمرا
فلولا أبو وهب لمرت قصائد
... على شرف البرقاء يهوين حسرا
أتفخر بالكتان لما لبسته
... وقد تلبس الأنباط ريطا مقصرا
فلا تك كالوسنان يحلم أنه
... بقرية كسرى أو بقرية قيصرا
ولا تك كالثكلى وكانت بمعزل
... عن الثكل لو كان الفؤاد تفكرا
ولا تك كالشاة التى كان حتفها
... بحفر ذراعيها فلم ترض محفرا
ولا تك كالعاوى فأقبل نحره
... ولم يخشه سهم من النبل مضمرا
فإنا ومن يهدى القصائد نحونا
... كمستبضع تمرا إلى أرض خيبرا
قال «5» : فلما قدموا المدينة أظهروا الإسلام، وفى قومهم بقايا من شيوخ لهم على دينهم من الشرك، منهم: عمرو بن الجموح، وكان ابنه معاذ شهد العقبة وبايع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عمرو سيدا من سادات بنى سلمة، وشريفا من أشرافهم، وكان