أمن طيف سلمى بالبطاح الدمائث
... أرقيت وأمر فى العشيرة حادث «1»
ترى من لؤى فرقة لا يصدها
... عن الكفر تذكير ولا بعث باعث
رسول أتاهم صادق فتكذبوا
... عليه وقالوا لست فينا بماكث
إذا ما دعوناهم إلى الحق أدبروا
... وهروّا هرير المحجرات اللواهث «2»
فكم قد متتنا فيهم بقرابة
... وترك التقى شىء لهم غير كارث
فإن يرجعوا عن كفرهم وعقوقهم
... فما طيبات الحلّ مثل الخبائث
وإن يركبوا طغيانهم وضلالهم
... فليس عذاب الله عنهم بلابث
ونحن أناس من ذؤابة غالب
... لنا العز منها فى الفروع الأثائث
فأولى بربّ الراقصات عشية
... حراجيج تجرى فى السريح الرّثائث
كأدم ظباء حول مكة عكف
... بردن حياض البئر ذات النّبائث
لئن لم يفيقوا عاجلا من ضلالهم
... ولست إذا آليت قولا بحانث
لتبتدرنهم غارة ذات مصدق
... تحرم أطهار النساء الطوامث
وكانت راية عبيدة أول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الإسلام.
وبعض العلماء يزعم أنه بعثه حين أقبل من غزوة الإبواء قبل أن يصلى إلى المدينة، وأنه بعث فى مقامه بالمدينة حمزة بن عبد المطلب إلى سيف البحر من ناحية العيص فى ثلاثين راكبا من المهاجرين، فلقى أبا جهل بذلك الساحل فى ثلاثمائة راكب من أهل مكة، فحجز مجدى بن عمرو الجهنى، وكان موادعا للفريقين.
فانصرف بعض القوم عن بعض، ولم يك بينهم قتال.
وبعض الناس يقول: كانت راية حمزة أول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحد من المسلمين، وذلك أن بعثه وبعث عبيدة كانا معا، فشبه ذلك على الناس.
وقد زعموا أن حمزة قال فى ذلك شعرا يذكر فيه أن رايته أول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فإن كان حمزة قال ذلك فقد صدق إن شاء الله، لم يكن يقول إلا حقّا، فالله أعلم أى ذلك كان.