وكانت هموم النفس من قبل قتله
... تلم فتحمينى وطاء المضاجع
حللت به وترى وأدركت ثؤرتى
... وكنت إلى الأوثان أول راجع
ثأرت به فهرا وحملت عقله
... سراة بنى النجار أرباب فارع
وقال أيضا:
جللته ضربة باتت لها وشل
... من ناقع الجوف يعلوه وينصرم
فقلت والموت تغشاه أسرته
... لا تأمنن بنى بكر إذا ظلموا
وأصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من بنى المصطلق سبيا كثيرا، فشا قسمة فى المسلمين، وكان فيمن أصيب- يومئذ- من السبايا جويرية بنت الحارث بن أبى ضرار، فوقعت فى السهم لثابت بن قيس بن الشماس أو لابن عم له، فكاتبته على نفسها.
قال عائشة رضى الله عنها: وكانت- تعنى جويرية- امرأة حلوة ملاحة لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه فى كتابتها، فو الله ما هو إلا أن رأيتها على باب حجرتى فكرهتها وعرفت أنه سيرى منها ما رايت، فدخلت عليه فقالت: يا رسول الله، أنا جويرية بنت الحارث بن أبى ضرار سيد قومه، وقد أصابنى من البلاء ما لم يخف عليك فوقعت فى السهم لثابت بن قيس بن الشماس أو لابن عم له، فكاتبته على نفسى، فجئتك أستعينك على كتابتى، قال: «فهل لك فى خير من ذلك؟» قالت: وما هو يا رسول الله؟ قال: «أقضى كتابتك وأتزوجك» «1» . قالت: نعم يا رسول الله. قال: «قد فعلت» «2» . وخرج الخبر إلى الناس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تزوج جويرية. فقال الناس: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأرسلوا ما بأيديهم، قالت: فلقد أعتق بتزوجه إياها مائة أهل بيت من بنى المصطلق، فما أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها.
وبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد إسلامهم الوليد بن عقبة بن أبى معيط، فلما سمعوا به ركبوا إليه، فلما سمع بهم هابهم فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره أن القوم هموا بقتله ومنعوه ما قبلهم من صدقتهم، فأكثر المسلمون فى ذكر غزوهم حتى هم رسول