وأنزل الله تبارك وتعالى فى يوم حنين لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ التوبة: 25، 26 .
واستشهد من المسلمين يوم حنين من قريش ثم من بنى هاشم: أيمن بن عبيد «1» مولاهم. ومن بنى أسد بن عبد العزى يزيد بن زمعة بن الأسود بن المطلب «2» ، جمح به فرس يقال له الجناح فقتل.
ومن الأنصار: سراقة بن الحارث العجلانى «3» . ومن الأشعريين أبو عامر الأشعرى.
ثم جمعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا حنين وأموالها فأمر بها إلى الجعرانة فحبست بها حتى أدركها هنالك منصرفه عن الطائف على ما يذكر بعد إن شاء الله تعالى.
وقال عباس بن مرداس السلمى «4» فى يوم حنين «5» :
عفا مجدل من أهله فمتالع
... فمطلا أريك قد خلافا لمصانع
ديار لنا يا جمل إذ جل عيشنا
... رخى وصرف الدهر للحى جامع
حبيبة ألوت بها غربة النوى
... لبين فهل ماض من العيش راجع
فإن تبتغى الكفار غير ملومة
... فإنى وزير للنبى وتابع
دعانا إليه خير وفد علمتم
... خزيمة والمرار منهم وواسع