وفارقوا آلهات الأنصاب، عهدهم لا ينقض ما أقامت لعلع، وما جرى اليعفور بصلع.
فكتب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا فيه: «بسم الله الرحمن الرحيم، كتاب من رسول الله لمخلاف خارف، وأهل جناب الهضب، وخقاف الرمل، مع وافدها ذى المشعار مالك بن نمط، ومن أسلم من قومه، على أن لهم فراعها ووهاطها، ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة، يأكلون علافها، ويرعون عافيها، لهم بذلك عهد الله وذمام رسوله، وشاهدهم المهاجرون والأنصار» «1» .
فقال فى ذلك مالك بن نمط «2» :
ذكرت رسول الله فى فحمة الدجى
... ونحن بأعلى رحرحان وصلدد
وهن بنا خوض طلائع تغتلى
... بركبانها فى لا حب متمدد
على كل فتلاء الذراعين جسرة
... تمر بنا مرا لهجف الخفيدد
حلفت برب الراقصات إلى منى
... صوادى بالركبان من ظهر قردد
بأن رسول الله فينا مصدق
... رسول أتى من عند ذى العرش مهتد
فما حملت من ناقة فوق رحلها
... أشد على أعدائه من محمد
وأعطى إذا ما طالب العرف جاءه
... وأمضى بحد المشرفى المهند
وفد النخعقال الواقدى: وقدم على رسول الله وفد النخع، وهم آخر وفد، قدموا للنصف من المحرم سنة إحدى عشرة من الهجرة، فى مائتى رجل، فنزلوا دار الأضياف، ثم جاؤا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرين بالإسلام، وقد كانوا بايعوا معاذ ابن جبل باليمن. فقال رجل منهم، يقال له زرارة بن عمرو «3» : يا رسول الله إنى رأيت فى سفرى هذا عجبا، قال:
«وما رأيت» ؟ قال: رأيت أتانا تركتها فى الحى كأنها ولدت جديا أسفع أحوى، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هل تركت أمة لك مصرة على حمل» ؟ قال: نعم، قال: «فإنها قد