يعنى أبو بكر بالمسئول عنه ولا المختلف فيه، ولا بالخفى الشخص، والمغمور القناة.
ثم سكت، فعجب الناس من كلامه.
وقام حزن بن أبى وهب وهو الذى سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سهلا فقال:
وقامت رجال من قريش كثيرة
... فلم يك فى القوم القيام كخالد
ترقى فلم تزلق به صدر نعله
... وكف فلم يعرض لتلك الأوابد
فجاء بها غراء كالبدر سهلة
... تشبهها فى الحسن أم القلائد
أخالد لا تعدم لؤى بن غالب
... قيامك فيها عند قذف الجلامد
كساك الوليد بن المغيرة مجده
... وعلمك الشيخان ضرب العماحد
تقارع فى الإسلام عن صلب دينه
... وفى الشرك عن أجلال جد ووالد
وكنت لمخزوم بن يقظة جنة
... كلا اسميك فيها ماجد وابن ماجد
إذا ما غنا فى هيجها ألف فارس
... عدلت بألف عند تلك الشدائد
ومن يك فى الحرب المصرة واحدا
... فما أنت فى الحرب العوان بواحد
إذا ناب أمر فى قريش محلج
... تشيب له روس العذارى النواهد
توليت منه ما يخاف وإن تغب
... يقولوا جميعا خطنا غير شاهد
قال ابن إسحاق «1» : ولما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم عظمت به مصيبة المسلمين، فكانت عائشة فيما بلغنى تقول: لما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدت العرب واشرأبت اليهودية والنصرانية ونجم النفاق، وصار المسلمون كالغنم المطيرة فى الليلة الشاتية لفقد نبيهم حتى جمعهم الله على أبى بكر.
وذكر ابن هشام «2» عن أبى عبيدة وغيره من أهل العلم أن أكثر أهل مكة لما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم هموا بالرجوع عن الإسلام وأرادوا ذلك حتى خافهم عتاب بن أسيد فتوارى فقام سهيل بن عمرو فحمد الله وأثنى عليه، ثم ذكر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:
إن ذلك لم يزد الإسلام إلا قوة، فمن رابنا ضربنا عنقه، فتراجع الناس وكفوا عن ما هموا به، فظهر عتاب بن أسيد، وقد تقدم لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فى سهيل بن عمرو لعمر بن الخطاب وقد قال له: انزع ثنتيتى سهيل بن عمرو يدلع لسانه فلا يقوم عليك