وَقَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ يَبْكِي حَمْزَةَ أَيْضًا:
طَرَقَتْ هُمُومُكَ فَالرُّقَادُ مُسَهَّدُ
... وَجَزِعَتْ أَنْ سُلِخَ الشباب الأغيد
وَدَعْتَ فُؤَادَكَ لِلْهَوَى ضَمْرِيَّةٌ
... فَهَوَاكَ غَوْرِيٌّ وَصَحْبُكَ مُنْجِدُ 1
فَدَعِ التَّمَادِي فِي الْغَوَايَةِ سَادِرًا
... قَدْ كنت في طلب الغواية تفند
ولقد أنى لَكَ إِنْ تَنَاهَى طَائِعًا
... أَوْ تَسْتَفِيقَ إِذَا نَهَاكَ الْمُرْشِدُ
وَلَقَدْ هُدِدْتَ لِفَقْدِ حَمْزَةَ هَدَّةً
... ظَلَّتْ بَنَاتُ الْجَوْفِ مِنْهَا تَرْعِدُ
وَلَوْ انَّهَا فَجِعَتْ حِرَاءَ بِمِثْلِهَا 2
... لَرَأَيْتُ رَأْسِي صَخْرهَا يَتَهَدَّدُ
قَرم تَمَكَّنَ فِي ذُؤَابَةِ هَاشِمٍ
... حَيْثُ النُّبُوَّةُ وَالنَّدَى وَالسُّؤْدُدُ
وَالْعَاقِرُ الْكومُ الْجَلادُ إِذَا غَدَتْ
... رِيحٌ يَكَادُ الْمَاءُ مِنْهَا يَجْمُدُ
وَالتَّارِكُ الْقِرْنَ الْكَمِيّ مُجَدّلا
... يَوْمَ الْكَرِيهَةِ وَالْقَنَا يَتَقَصَّدُ
وَتَرَاهُ يرفل في الحديد كأنه
... ذو لبدة شن الْبَرَاثِنِ أَرْبَدُ
عَمُّ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ وَصَفِيُّهُ
... وَرَدَ الْحِمَامَ فَطَابَ ذَاكَ الْمَوْرِدُ
وَأَتَى الْمَنِيَّةَ مُعْلِمًا فِي أُسْرَةٍ
... نَصَرُوا النَّبِيِّ وَمِنْهُمْ الْمُسْتَشْهِدُ
وَلَقَدْ أخال بذلك 3 هندا بشرت
... لتميت داخل عصة لا تبرد
مما أصبحنا 4 بِالْعَقَنْقَلِ قَوْمَهَا
... يَوْمًا تَغَيَّبَ فِيهِ عَنْهَا الأَسْعَدُ
وَبِبِئْرِ بَدْرٍ إِذْ يَرُدُّ وَجُوهَهُمْ
... جِبْرِيلُ تَحْتَ لِوَائِنَا وَمُحَمَّدُ
حَتَّى رَأَيْتُ لَدَى النَّبِيِّ سَرَاتَهُمْ
... قِسْمَيْنِ نَقْتُلُ مَنْ نَشَاءُ وَنَطْرُدُ
فَأَقَامَ بِالْعَطَنِ الْمُعَطَّنِ مِنْهُمْ
... سَبْعُونَ عُتْبَةُ مِنْهُمْ وَالأَسْوَدُ
وَابْنُ الْمُغِيرَةِ قَدْ ضَرَبْنَا ضَرْبَةً
... فَوْقَ الْوَرِيدِ لَهَا رَشَاشُ مُزْبِدُ
وَأُمَيَّةُ الْجُمَحِيُّ قَوَّمَ مَيْلَهُ
... عَضَبٌ بأيدي المؤمنين مهند