وقد روي عن أبي بكر الزقاق (1) أنه قال: جاورت بمكة عشر سنين فكنت أشتهي اللبن , فغلبتني نفسي يوماً فخرجت إلى عُسْفان (2) , واستضفت حيّاً من أحياء العرب فنظرت بعيني اليمنى إلى جارية حسناء لم أر أحسن منها فأخذت بقلبي فقلت: يا جارية قد أخذ كلّك بكلي فما فيّ لغيرك مطمع , فقالت: تقبَح بك الدعاوى العالية وأنت في أسر شهوة لو كنت صادقاً قد ذهبت عنك شهوة اللبن , قال: فقلعت عيني اليمنى التي نظرت (بها) (3) إليها , فقالت لي مِثلُكَ من نظر لله , فرَجعت إلى مكّة فطفت أسبوعاً ثم نمت فرأيت في منامي يوسفَ الصّدّيق - عليه السلام - فقلت: يا نبي الله أقرّ الله عينك بسلامتك مِنْ إزليخا (4) فقال لي: يا مبارك وأنت أقرّ الله (عينك) (5) بسلامتك من العسفانيّة ثم تلى