الحمد لله الذي أرسلني رحمة للعالمين وكافةً للناس (1) بشيراً ونذيراً وأنزل عليّ الفرقان فيه تبيان كلّ شيء وجعل أمّتي خير أمّة أخرجت للناس وجعل أمّتي أمّة وسطاً وجعل أمّتي هم الأولون والآخرون وشرح لي صدري ووضع عنّي وزري ورفع لي ذكْري وجعلني فاتحاً وخاتماً , فقال إبراهيم - عليه السلام -: بهذا فَضَلَكُم محمّد؛ ثم أتى بآنيةٍ ثلاثة مغطاة أفواهها: إناء فيه ماء , فقال له: اشرب فشرب منه يسيراً , ثم دفع إليه إناء آخر فيه لبن , فقيل له: اشرب فشرب منه حتى روي , ثم دُفع إليه إناء آخر ق 70/ظ فيه (خمر) (2) , فقيل له: اشرب , فقال: لا أُريده قد رَويتُ , فقال له جبريل: قد أصبتَ أما إنها سَتُحرَّمُ على أمّتك , ولو شربت منها لم يتبعك من أمّتك إلا قليل (3) , ولو رويت من الماء لَغَرِقتَ وغَرِقت أمّتك , ثم أخذ جبريل بيدي فانطلق بي إلى الصخرة فصعد عليها فإذا معراج إلى السّماء لم أرَ مثله حسناً وجمالاً لم ينظر الناظرون إلى شيء قط أحسن منه , ومنه تعرج الملائكة , أصله على صخرة بيت المقدس ورأسه ملتصق بالسّماء إحدى عارضتيه ياقوتة حمراء والأخرى زبرجدة خضراء درجة من ذهب ودرجة من زمرد مكلّل بالدرّ والياقوت وهو المعراج الذي يَبدُو منه ملك الموت لقبض الأرواح إذا رأيتم ميّتكم
شخص بصره فتنقطع عنه المعرفة إذا عاينه لِحُسنه (4) , فاحتملني جبريل حتى وضعني على جناحه ثم ارتفع بي إلى السّماء الدنيا من ذلك المعراج , فقرع الباب , فقيل: مَن (ذا) (5)؟ قال: أنا جبريل , قيل: ومن معك؟ قال: محمد , قال: (أقد) (6) بعث محمّد؟ قال: نعم , قالوا: مرحباً به حيَّاه الله من أخ ومن خليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء ففتح الباب فدخلنا (7) , قال: ثم مررت بملك نصف جسده مما يلي رأسَه نار والنصف الآخر ثلج وما بينهما رَتْقٌ فلا النار تذيب الثلج ولا الثلج