فبعض الأبيات تخبن فيه التفعيلة الأولى وبعضها تخبن فيه التفعيلة الثانية.
ويجوز أن يكون ذلك في الشطر الأول أو الثاني من البيت أو في كليهما، ويندر أن تخبن التفعيلتان في شطر واحد، وأندر منه في التفعيلات الأربع أي أن يدخل زحاف الخبن في جميع الحشو.
الثاني: المعاقبة، وذلك أنه يجوز أن تحذف بقلة: (ن) فاعلاتن أي: السابع الساكن، ويسمى هذا: الكف ولكن بشرط ألا تخبن فاعلاتن بل تسلم، كما يجوز خبن فاعلن مع عدم كف فاعلاتن.
وهاك أمثلة من بعض القصائد التي وردت من النوع الثاني: فعِلن، والذي هو أكثر أنواع المديد شيوعًا واستعمالاً:
قال حافظ إبراهيم:
حال بين الجفن والوسن ... حائل لو شئت لم يكن
أنا والأيام تقذف بي ... بين مشتاق ومفتتن
لي فؤاد فيك تنكره ... أضلعي من شدة الوهن
وزفير لو علمتَ به ... خلتَ نار الفرس في بدني
يالقومي ... إنني رجل ... حرت في أمري وفي زمني
وقال شاعر مصري معاصر:
يا فؤادًا جف أخضُرُه ... واحتواه الشيبُ والهرمُ
لهفي.. كم أنت في حزَن ... من هوى يطغي ويزدحم
غائم كالليل معتكرًا ... هائج كالبحر يلتطم
فتزود للهودى أسفًا ... وانس يا مسكين حبهم
هو حب.. لو إلى صنم ... كان لبَّي حبَّنَا الصنمُ