عيينة قال: سمعت أيوب يقول: سمعت الحسن يقول: ما رأيت فقيهًا قط يداري ولا يماري، إنما يفشي حكمته، فإن قبلت حمد اللَّه، وإن ردت حمد اللَّه (١).
قال: وسمعت الحسن يقول: ما رأيت فقيها قط. وإنما الفقيه الزاهد في الدنيا الراغب في الآخرة الدائب على العبادة، المتمسك بالسنة.
"إبطال الحيل" ص ٦٥ - ٦٦ (١٧)
قال ابن بطة: حدثنا أبو عبد اللَّه بن مخلد، حدثنا أبو بكر المروذي، حدثنا حبان بن موسى قال: سئل عبد اللَّه بن المبارك: هل للعلماء علامة يعرفون بها؟ قال: علامة العالم من عمل بعلمه، واستقل كثير العلم والعمل من نفسه، ورغب في علم غيره، وقبل الحق من كل من أتاه به، وأخذ العلم حيث وجده، فهذِه علامة العالم وصفته.
قال المروذي: فذكرت ذلك لأبي عبد اللَّه؛ فقال: هكذا هو.
وقال ابن بطة: حدثنا ابن مخلد، حدثنا المروذي قال: قلت لأبي عبد اللَّه: قيل لابن المبارك: كيف يعرف العالم الصادق؟ فقال: الذي يزهد في الدنيا ويعقل أمر آخرته.
فقال: نعم، كذا يريد أن يكون.
"إبطال الحيل" ص ٧٥ (٣١، ٣٢)
(١) أخرجه ابن المبارك في "الزهد" ٨، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" ٩٢، والآجري في "أخلاق العلماء" ١٢١.