وَفِي التِّرْمِذِيِّ تَفْسِيرُ هَذَا١ بِإِسْنَادٍ غَرِيبٍ عَنْ غَيْرِ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقَالَ فِي حَدِيثِهِ: "وَإِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَفَرَّقَتْ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَةً". قَالُوا: مَنْ هِيَ٢ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "مَا أَنَا عليه وأصحابي" ٣.

والذي عليه النبي وَأَصْحَابُهُ ظَاهِرٌ فِي الْأُصُولِ الِاعْتِقَادِيَّةِ وَالْعَمَلِيَّةِ عَلَى الْجُمْلَةِ، لَمْ يُخَصَّ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ دُونَ شَيْءٍ.

وَفِي أَبِي دَاوُدَ: "وَإِنَّ هَذِهِ الْمِلَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ ثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ، فِي النَّارِ وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَهِيَ الْجَمَاعَةُ" ٤، وَهِيَ بمعنى الرواية

١ ففيه تفسير الفرقة بالملة، وهي المناسبة للمقام. "د".
٢ في "ط": "وما هي".
٣ أخرجه الترمذي في "الجامع" "أبواب الإيمان، باب ما جاء في افترق هذه الأمة، ٥/ ٢٦/ رقم ٢٦٤١" -وقال: "هذا حديث مفسر غريب، لا نعرفه مثل هذا إلا من هذا الوجه"-، والآجرِّي في "الشريعة" "ص١٥، ١٦"، والمروزي في "السنة" "ص١٨"، والحاكم في "المستدرك" "١/ ١٢٨"، وابن وضاح في "البدع والنهي عنها" "ص٨٥"، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" "٢/ ٢٦٢"، والأصبهاني في "الحجة في بيان المحجة" "رقم ١٦، ١٧"، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" "رقم ١٤٥-١٤٧" من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عبد الله بن يزيد عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا.
وإسناده ضعيف، من أجل عبد الرحمن بن زياد الإفريقي؛ إلا أن للحديث شواهد يرتقي بها إلى درجة الحسن. انظر: "السلسة الصحيحة" "رقم ١٣٤٨".
واستغرب المصنف في "الاعتصام" أيضًا "٢/ ٦٩٨ - ط ابن عفان" هذا الحديث، ولعل ذلك من أجل: "كلها في النار إلا واحدة"، كما حصل لابن الوزير في "العواصم والقواصم" "١/ ١٨٦ و٣/ ١٧٢"، والصنعاني في "حديث افتراق الأمة" "ص٩٥-٩٧"، وللشوكاني في "فتح القدير" "٢/ ٥٦"، وغيره، ورد على ذلك بتفصيل حسن وعلى وجه قوي الشيخ صالح المقبلي في "العلم الشامخ" "ص٤١٤"، ونقل كلامه وأيده شيخنا الألباني في "السلسلة الصحيحة" "رقم ٢٠٤".
٤ أخرجه أبو داود في "السنن" "كتاب السنة، باب شرح السنة، ٤/ ١٩٨/ رقم =