وسمى نظمه "نيل المُنى من الموافقات"١، وتوجد منه نسخة خطية بدير الأسكوريال تحت "رقم ١١٦٤"، ونقتطف من أبياته ما يلي:
الحمد لله الذي من نعمته ... أن بث في المشروع سر حكمته
وهيأ العقول للتصريف ... بمقتضى الخطاب والتكليف
إلى أن يقول:
وبعدُ, فالعلم حياة ثانية ... لها دوام والجسود فانية
وقد غدا ظل الشباب زائلا ... ولم أنل من الزمان طائلا
جعلت في كتب العلوم أُنْسي ... وعن سوى العلم صرفت نفسي
فالعلم أولى ما اقتضى به الزمن ... وكتبه هي الجليس المؤتمن
والمورد المستعذب الفُرات ... ومن أجلها "الموافقات"
لشيخنا العلامة المراقب ... ذاك أبو إسحاق نجل الشاطبي
فهو كتاب حسن المقاصد ... ما بعده من غاية لقاصد
وكان قد سماه بالعنوان ... واختار من رؤيا ذا الاسم الثاني
وقد سمعت بعضه لديه ... ومنه في ترددي عليه
لكن لم يكن له اختلافي ... إلا يسير القدر غير شافي
لأن ثنى التقصير من عناني ... وصدني عن قربه زماني
حتى غدت حياته منقضية ... في عام تسعين وسبعمائة
والآن وقد نبذت عيني شغلي ... وصار نيل العلم أقصى أملي
جدَّدْتُ عهدي باجتناء زهره ... وردت فكري في اقتفاء أثره
إلى أن قال:
١ يدل عنوانه أن هذا الاختصار من أعظم أماني المختصر.