أولا: التعريف
التعبيرية مذهب أدبي فلسفي تجريبي لا انطباعي، إذ يعطي الأديب فيه للتجربة بعداً ذاتيًّا ونفسيّاً وذلك على عكس الانطباعية التي تركز على التعبير عن الانطباع الخارجي عن الذات.
وقد اهتمت التعبيرية بالمسرح كما اهتمت بضروب الأدب الأخرى.
المصدر:الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة - الندوة العالمية للشباب الإسلامي
وقد جاءت التعبيرية ثورة ضد كل من التأثيرية والطبيعية لأن كلا الاتجاهين اقتصر على حدود التعبير عن الواقع, إما الواقع الفردي عند التأثيرية, أو الاجتماعي عند الطبيعية وهذا ما رفضته التعبيرية لأنها ترى أن "المجتمع في تغير وتطور مستمرين ونفس الموقف بالنسبة للفرد ونظرته إلى الكون والأحياء, وإذا اقتصرت مهمة الأدب على مجرد التعبير عن هذا المجتمع وهذا الفرد, فلن يستطيع اللحاق بركب الحياة ومواكبتها لأنه سينتهي بانتهاء اللحظة التي يعبر عنها وهذه هي مهمة الصحافة اليومية وليست مهمة الأدب والتي وصفها الناقد التعبيري الألماني (لوثارشراير) بأنها (الحركة الروحية الموازية لسير الزمن, والتي تضع الكيان الإنساني للفرد فوق اعتبار وضعه الاجتماعي المؤقت) فهي تعالج الإنسان كمخلوق حي متكامل وليس مجرد فرد في مجتمع ..... , ولذلك تتعاون الفنون التشكيلية في التعبير عن الإنسان في كليته والمسرح خير وسيلة لتعاون المعمار والنحت والتصوير والموسيقى والرقص واللون والصوت والكلمة والضوء ..... إلخ, ولذلك كان مصدر الحركة التعبيرية المسرح وبعدها تشعبت إلى الرواية الشعرية ولكن في حدود أدوات كل منهما" (١).
المصدر:الحداثة في العالم العربي دراسة عقدية لمحمد بن عبد العزيز العلي- ٢/ ٦٥٠
فالتعبيرية أصبحت ثورة على المجتمع وما فيه من قيم وعقائد وتقاليد, وعلى اللغة وقواعدها, وعلى السياسة وقوانينها ودعت إلى تعبير جديد يخالف القديم والسائد في مضامينه وأشكال تعبيره. (٢) وفي عام ١٩١٠م صدر العدد الأول من مجلتهم التعبيرية (ديرشتورم) وقال (رودلف كرتز) في مقدمتها: "إن المجلة جاءت لتقوض المجتمع القائم" (٣).هذا وقد كثرت الاتجاهات التعبيرية فيما بعد, في كثير من الدول الأوروبية والأمريكية, واختلفت فيما بينها, فترك جماعة منهم اتجاههم وتحولوا منه إلى الفكر الشيوعي الماركسي الصريح (٤).
المصدر:الحداثة في العالم العربي دراسة عقدية لمحمد بن عبد العزيز العلي- ٢/ ٦٥٢
(١) (٣٣٧) ((الروح)) (ص ٢٤٢).
(٢) (٣٣٨) ((بتصرف عن التطور والدين)) (ص ٢٣).
(٣) (٣٣٩) ((الموسوعة العربية الميسرة)) (١/ ٣٣) وانظر (ص ٤١٦).
(٤) (٣٤٠) انظر ((الصوفية معتقدا ومسلكا)) (ص ٢٦٢) وانظر ((الموسوعة الميسرة)) (ص ٢٥١ – ٢٥٤).