Loading...

Maktabah Reza Ervani




Judul Kitab : Mausu-ah al Madzaahib al Fikriyah al Mu'aasharah- Detail Buku
Halaman Ke : 756
Jumlah yang dimuat : 776

وتبين بوضوح تام بعد فوات الأوان أن مناداة الشيوعية بنزع الملكية الفردية وحصرها في الدولة أنه من أحمق الحلول وأبعدها عن مصالح الشعوب فهي تقتل الحوافز المشجعة على العمل والتفاني فيه والإخلاص في القيام به فأي إخلاص سيأتي للعامل الذي لا يملك من وراء كده وتعبه غير لقمة العيش والباقي لغيره ولقد أحس الملاحدة هذه الهوة قبل أن تكتسح الشيوعية في مهدها فشددوا قبضتهم على الناحية الصناعية إذ يعرف المقصر في أي قطعة فيعاقبونه عقابا صارما قد يؤدي إلى قتله أمام زملائه فانتظمت له الناحية الصناعية نوعا ما بينما فشلت مراقبتهم في الناحية الزراعية فشلا ذريعا لصعوبة مراقبة الفلاحين وظهر هذا واضحا في البلاد الشيوعية في تخلفها في مجال الزراعة، بل وفي مجال الصناعة إذ لا مقارنة بين الصناعات الغربية والشيوعية ومن المعلوم أن الملكية الفردية هي نزعة فطرية في كل إنسان لا يمكن أن يتجاهلها ولا يمكن أن يتغلب على فطرته في مقاومتها كي يتركها بطوعه، ولعل هذا الجانب كان من العوامل التي أسرعت بانهيار الشيوعية رغم قوتها التي ما كان أحد يحلم بأنها ستسقط جثة هامدة في تلك الفترة الوجيزة من صحوة الشعوب الأوروبية الشرقية في ولاية "جورباتشوف" الذي تولى رئاسة الاتحاد السوفيتي بعد "بريجينيف" و"يوري أندروبوف" كما تبين كذلك أن التحريش بين الفقراء وأصحاب الأموال إنما هي خدعة لصرف الأنظار عن مقارعة الشيوعية وضرب الناس بعضهم بالبعض الآخر بزعم أن طبقة البروليتاريا طبقة العمال أو الكادحين طبقة مظلومة يجب أن تأخذ حقها من الأغنياء بالقوة.

فقد دعت الشيوعية إلى تأجيج الصراع الطبقي بين الملاك والفقراء وأوغرت صدور الفقراء على الأغنياء وأقنعتهم بأنه لا يمكن أن يصل الفقراء إلى العيشة الكريمة إلا بالإطاحة بطبقة الأغنياء وأصحاب رؤوس الأموال وسلبهم إياها عن طريق السلاح والقوة ليتم رفع مستوى الفقراء الكادحين – البروليتاريا – وتم لهم ذلك فبطش الفقراء بأصحاب الأموال وسلبوهم إياها وجاءت الدولة لتستولي على كل مصادر الحياة وتساوي بعد ذلك الأغنياء بالفقراء فلا بقي الأغنياء على غناهم ولا رفعوا الفقراء، وجنى الجميع بعد ذلك نار الحقد والبغضاء وتبخرت أماني الفقراء وذهبت أدراج الرياح كل ما وعدتهم به الطغمة الحاكمة الماركسية وبقي الجميع على همهم وغمهم إلى أن استطاعوا أن يتنفسوا الصعداء قبل ثلاث سنوات ومرغوا أنوف جبابرة الماركسية في الوحل وانتقم الله منهم وهو عزيز ذو انتقام وقد أدرك القارئ أنه لا مقارنة بين هذه الجاهلية الحمقاء وبين الإسلام ذلك أن الإسلام ليس فيه صراع طبقي ولا تأليب جماعة ضد جماعة أخرى بل الكل مؤمنون أخوة كالجسد الواحد والرزق بيد الله والعمل مشترك بين الجميع والتنافس المعتدل مطلوب وبهذا عاش الإسلام والمسلمون بخير ولم يعهد في أي حقبة من الزمن أن ثار المسلمون على الإسلام وطالبوا بإلغائه لما عهدوا فيه من الحق.

فتميز المجتمع الإسلامي بالتوادد والتراحم وامتاز بالكرم والقناعة والرضا بما قسم الله لكل شخص من الرزق فلا يجد الفقير حقدا على الغني ولا يشعر الغني بأن له الفضل على الفقير فعاش الجميع في سلام كل فرد راض بما أعطاه الله ولك أن تقارن بين البلدان التي اقتنعت بالإسلام دينا وبمحمد نبيا وبين البلدان الكافرة التي لا تؤمن بذلك، لك أن تقارن بين الجرائم التي تحصل في البلد المسلم الملتزم والبلد الكافر تجد فرقا هائلا خياليا وذلك لخلو الوازع الديني وغلبة حب المال وقسوة القلوب التي لم يدخلها نور الإسلام.

وأما بقية التعاليم الشيوعية التي لا تتعلق بالجانب الاقتصادي فلا حاجة لنا بالتطويل بذكرها وذكر أشنع ما مر بالإنسانية في تاريخها الطويل في النظام الشيوعي الذي لا يبالي بقتل ثلاثة أرباع الشعب ليبقى الربع الأخير صالحا أي شيوعيا وهو ما طبقوه بالفعل في كثير من البلدان وكثير من البشر الذين لا يعلمهم إلا الله تعالى طبقوه حسب تعاليم "ماركس"، و "لينين"، و"ستالين" في أنه لا بأس بقتل ثلاثة أرباع الشعب ليبقى الربع الأخير على الشيوعية الماركسية ونظامها الإلحادي.

المصدر:المذاهب الفكرية المعاصرة لغالب عواجي ٢/ ١٢٠٠


Beberapa bagian dari Terjemahan di-generate menggunakan Artificial Intelligence secara otomatis, dan belum melalui proses pengeditan

Untuk Teks dari Buku Berbahasa Indonesia atau Inggris, banyak bagian yang merupakan hasil OCR dan belum diedit


Belum ada terjemahan untuk halaman ini atau ada terjemahan yang kurang tepat ?