مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو اللَّيْثِيُّ, أَنَّ الزُّهْرِيَّ حَدَّثَهُمْ، قال: دعى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ غَيْلَانَ, فَقَالَ: يَا غَيْلَانُ, بَلَغَنِي أَنَّكَ تَكَلَّمُ فِي الْقَدَرِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ, إِنَّهُمْ يَكْذِبُونَ عَلَيَّ، قَالَ: يَا غَيْلَانُ, اقْرَأْ أَوَّلَ يس، فَقَرَأَ: {يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ} ١، حَتَّى أَتَى عَلَى قَوْلِهِ: {إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} ٢، فَقَالَ غَيْلَانُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ, وَاللَّهِ لَكَأَنِّي لَمْ أَقْرَأْهَا قَطُّ قَبْلَ الْيَوْمِ، أُشْهِدُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنِّي تَائِبٌ مِمَّا كُنْتُ أَقُولُ فِي الْقَدَرِ، فَقَالَ عُمَرُ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ صَادِقًا فَثَبِّتْهُ، وَإِنْ كَانَ كَاذِبًا فَاجْعَلْهُ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ.
٢٨١ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي, عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ, قَالَ: حَدَّثَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو بِهَذَا الْحَدِيثِ ابْنَ عَوْنٍ، فَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: أَنَا رَأَيْتُهُ مَصْلُوبًا عَلَى بَابِ دِمَشْقَ.
٢٨٢ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ, فَقَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِغَيْلَانَ, فَذَكَرَ مِثْلَهُ إِلَى قَوْلِهِ: فَاجْعَلْهُ آيَةً للمؤمنين.
١ سورة يس: الآيتان: ١-٢.
٢ سورة يس: الآيتان: ٨-١٠.
٢٨١- فيه جهالة أصحاب معاذ، وأخرجه عبد الله بن أحمد في: السنة بسند صحيح: ٩٤٩، وأخرجه ابن بطة: ١٨٣٩، واللالكائي: ١٣٢٤.
٢٨٢- سبق الكلام عليه في نص: ٢٨٠.