ويقال: غنيت عن كذا وكذا غنى، وأنا عنه غان، ومنه قول طرفة:
متى تأتني أصبحك كأسًا روية ... وإن كنت عنها غانيًا فاغن وازدد
وغنينا بمكان كذا وكذا أي أقمنا به. والمغني: المنزل، والجمع مغان، قيل سمي بذلك لأنهم غنوا بالمقام به عن سواه.
والغانية من النساء قيل: هي التي غنيت بحسنها عن التحسن، وهو قول الأصمعي، وقيل: هي التي غنيت بزوجها، والجمح الغواني. قال النابغة:
في إثر غانية رمتك بسهمها ... فأصاب قلبك غير أن لم تقصد
ويروى «في أثر جارية». وقالوا في قول النابغة:
غنيت بذلك إذ هم لك جيرة ... منها بعطف رسالة وتودد
أي عاشت بذلك من قول الله عز وجل: {كأن لم يغنوا فيها} وقوله: بعطف رسالة وتودد منها لي أي غنيت تلك الحال التي وصفها عنها، وغنيت أنا بعطف رسالة منها وتودد، فاضمر لما في سياق الكلام عليه من الدليل.
والغناء من الصوت كما ذكرت لك ممدود. قال الشاعر:
تغن بالشعر أما كنت قائله ... إن الغناء لهذا الشعر مضمار
الحميد
الحميد: المحمود ذو الحمد المستحق لذلك، وقد ذكرنا الفرق بين الحمد والشكر في ذكرنا معنى الشاكر فيما مضى من الكتاب.