وما نطق منه بفعل يفعل فاسم الفاعل منه قياسًا فاعل، كقولك: ضرب زيد يضرب فهو ضارب، وذهب يذهب فهو ذاهب، فكذلك يقال قياسًا تاب زيد يتوب فهو تائب.
فإن كانت الأمة تطلق ذلك على الله عز وجل فقياسه في اللغة مستقيم. وإن لم تطلق ذلك على الله عز وجل فلا يجوز الإقدام عليه وإن كان في اللغة جائزًا.
على أنه إنما قيل لله عز وجل: تواب لمبالغة الفعل وكثرة قبوله توبة عباده ولكثرة من يتوب إليه وتردد هذا الفعل وتكراره وقبوله منهم ليدل على هذا المعنى فلا يجاوز هذا.
وقد جاء في صفاته عز وجل ما لا ينطق باسم الفعل كقولك: {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده}. وقوله: {فتبارك الله أحسن الخالقين}. ولم يقل الله متبارك كما قيل: تعالى فهو متعال، والوزن والتقدير في العربية واحد.
وقد جاء في صفاته عز وجل ما نطق باسم الفاعل كقولك: الله المؤمن المهيمن، ولا تقول آمن الله ولا هيمن وإنما نسعى في صفاته عز وجل إلى ما اطلقته الأمة وجاء في التنزيل، ونمسك عما سوى ذلك.
وقد زعم بعضهم أن التواب إنما هو من آب يؤوب: إذا رجع إلى الشيء مرة بعد أخرى كأنه إذا قيل: فلان تواب فإنما يراد به رجاع إلى أمر الله دفعة بعد أخرى، أو رجاع عن ذنوبه.
وكذلك قيل في قوله عز وجل {إنه أواب} أي رجاع تواب فكأن توابًا فعال من آب يؤوب فأبدلت من الهمزة تاء لما أريد به فضل معنى على الرجوع إذا لم يرد به رجوع فقط وأريد به الرجوع إلى أمر الله أو الرجوع عن الذنوب والمعاصي. ليفرق بين المعنيين بإبدال الهمزة تاء، وهو مذهب حسن في التأويل، إلا إن إبدال التاء من