وَكَذَلِكَ بيعَة عمر وَعُثْمَان رَضِي الله عَنْهُم وَإِن ترك بيعَته ظلم وَكفر وَلم يبين ذَلِك وَلم يحْتَج بِهِ عَلَيْهِم فَإِن قَالُوا قد بَين وَأظْهر ذَلِك قَالُوا الْجَهْل الَّذِي لَا يعلم وَالْكذب الَّذِي لَا يصدق والبهتان الَّذِي لَا يُحَقّق وَمَتى قَالَ عَليّ ذَلِك وأتى بِهِ وأظهره
وَالظَّاهِر من فعله رَضِي الله عَنهُ بيعَة أبي بكر وَعمر وَعُثْمَان رَضِي الله عَنْهُم وَالصَّلَاة خَلفهم وَأخذ الْعَطاء مِنْهُم وَالرَّدّ للْخلاف عَلَيْهِم وَالْقَوْل بفضلهم والمشورة عَلَيْهِم فِي أَمرهم ومشاركتهم فِيمَا هم فِيهِ وتصويب رَأْيهمْ
فَإِن قَالُوا فعل ذَلِك على تقية مِنْهُ وَخَوف من الْقَتْل وَهَكَذَا يَقُولُونَ وَرُبمَا قَالُوا فعل ذَلِك خوفًا على الْأمة أَن تقع فِي اخْتِلَاف
يُقَال لَهُم قد نقضتم أصلكم إِن الله أَقَامَ عليا ليظْهر بِهِ الدّين وَكَيف يكون ذَلِك كَذَلِك وعَلى كاتم دينه ومتق على نَفسه وعَلى الْأمة لم يظْهر الله حجَّته فِي أَيَّام أبي بكر وَعمر وَعُثْمَان وَلَا فِي أَيَّام خِلَافَته فَكيف يكون هَذَا حجَّة وَلم يظْهر بِهِ حجَّة اصلا
فَإِن قَالُوا أظهر ذَلِك فِي خُفْيَة عِنْد خاصته وَفِي مَعَاني كَلَامه من حَيْثُ لَا يفهم كل النَّاس
يُقَال لَهُم ادعيتم مَجْهُولا وقلتم مُنْكرا من القَوْل وزورا مَا كَانَ عَليّ رَضِي الله عَنهُ عَاجِزا وَلَا جَبَانًا وَلَا واهنا وَلَا كتوما وَلَا خائنا وَلَا جَاهِلا وَإِنَّمَا ألزمتموه أَنْتُم هَذِه الْأَشْيَاء لبغضكم لَهُ إِنَّمَا تظْهرُونَ محبته وتكتمون بغضه وَلَا يجوز ذَلِك على عَالم وَأي شَيْء لكم فِي عَليّ وَأَنْتُم على خِلَافه وَخلاف الْإِسْلَام
وَيُقَال لَهُم فِي قَوْلهم إِن عليا ظلم وبويع أَبُو بكر فِي الْإِمَامَة فَهَذَا قَول