قَالَ : أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُتْبَةُ بْنُ جَبِيرَةَ , عَنِ الْحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ ، قَالَ : " أَوَّلُ دَارٍ مِنْ دُورِ الْمَدِينَةِ انْتُهِبَتْ ، وَالْحَرْبُ بَعْدُ لَمْ تَنْقَطِعْ يَوْمَ الْحَرَّةِ ، دَارُ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ , فَمَا تَرَكُوا فِي الْمَنَازِلِ مِنْ أَثَاثٍ , وَلا حُلِيٍّ عَلَى امْرَأَةٍ , وَلا ثِيَابٍ , وَلا فِرَاشٍ إِلا نُقِضَ صُوفُهُ , وَلا دَجَاجَةٍ إِلا ذُبِحَتْ , وَلا حَمَامٍ إِلا ذُبِحَ , ثُمَّ يُسَمِّطُونَ الدَّجَاجَ وَالْحَمَّامَ خَلْفَ أَحَدِهِمْ , ثُمَّ نَخْرُجُ مِنْ هَذَا الْبَيْتِ إِلَى هَذَا الْبَيْتِ , فَلَقَدْ مَكَثْنَا عَلَى ذَلِكَ ثَلاثًا , وَإِنَّ مُسْرِفًا بِالْعَقِيقِ , وَالنَّاسُ فِي هَذَا مِنَ الأَمْرِ ، حَتَّى رَأَيْنَا هِلالَ الْمُحَرَّمِ , وَلَقَدْ دُخِلَ دَارُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ , فَتَصَايَحَ النِّسَاءُ , فَأَقْبَلَ زَيْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ وَنَفَرٌ مَعَهُ إِلَى الصَّوْتِ , فَوَجَدُوا عَشَرَةً يَنْتَهِبُونَ , فَاقْتَتَلُوا عَلَى الْبَابِ ، وَفِي الدَّارِ ، وَفِي الْبَيْتِ ، حَتَّى قُتِلَ الشَّامِيُّونَ جَمِيعًا ، وَخَلَّصُوا مَا أُخِذَ مِنْهُمْ , فَمَا كَانَ مِنْ حُرِّ مَتَاعِهِمْ أَلْقَوْهُ فِي بِئْرٍ لا مَاءَ فِيهَا , وَكَبَسُوا عَلَيْهَا التُّرَابَ , وَأَقْبَلَ نَفَرٌ آخَرُونَ , فَاقْتَتَلُوا فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ ، حَتَّى قُتِلَ زَيْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ عَلَى بَابِهِ وَسَلَمَةُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ سَلامَةَ بْنِ وَقْشٍ ، وَجَعْفَرُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ سِلْكَانَ , وَوُجِدُوا جَمِيعًا صَرْعَى , وَإِنَّ بِزَيْدِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَرْبَعَ عَشْرَةَ ضَرْبَةَ سَيْفٍ ، مِنْهَا أَرْبَعٌ فِي وَجْهِهِ " .