أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ : أَخْبَرَنِي حَفْصُ بْنُ عُمَرَ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ ، قَالَ : " رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ تَوَضَّأَ ، وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيِهِ ، قَالَ : فَقُلْتُ لَهُ : تَمْسَحُ ؟ قَالَ : نَعَمْ , وَقَدْ مَسَحَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ , وَمَنْ جَعَلَ عُمَرَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ فَقَدِ اسْتَوْثَقَ " . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنٍ مِنَ الْعُبَّادِ , وَكَانَ لَهُ شَرَفٌ , وَعَارِضَةٌ وَهَيْبَةٌ , وَلِسَانٌ شَدِيدٌ , وَأَدْرَكَ دَوْلَةَ بَنِي الْعَبَّاسِ وَوَفَدَ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ بِالأَنْبَارِ , فَسَأَلَهُ عَنِ ابْنَيْهِ مُحَمَّدٍ وَإِبْرَاهِيمَ , فَقَالَ : بِالْبَادِيَةِ ، حُبِّبَ إِلَيْهِمَا الْخَلْوَةُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : فَأَخْبَرَنِي حَفْصُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ : قَدِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنٍ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ بِالأَنْبَارِ ، فَأَكْرَمَهُ ، وَحَبَاهُ ، وَقَرَّبَهُ ، وَأَدْنَاهُ , وَصَنَعَ بِهِ شَيْئًا لَمْ يَصْنَعْهُ بِأَحَدٍ , وَكَانَ نَسْمَرُ مَعَهُ بِاللَّيْلِ ، فَسَمَرَ مَعَهُ لَيْلَةً إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ ، وَحَادَثَهُ ، فَدَعَا أَبُو الْعَبَّاسِ بِسْفِطِ جَوْهَرٍ , فَفَتَحَهُ ، فَقَالَ : هَذَا وَاللَّهِ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا وَصَلَ إِلَيَّ مِنَ الْجَوْهَرِ الَّذِي كَانَ فِي يَدِي بَنِي أُمَيَّةَ , ثُمَّ قَاسَمَهُ إِيَّاهُ ، فَأَعْطَاهُ نِصْفَهُ ، وَبَعَثَ أَبُو الْعَبَّاسِ بِالنِّصْفِ الآخَرِ إِلَى امْرَأَتِهِ أُمِّ سَلَمَةَ , وَقَالَ : هَذَا عِنْدَكِ وَدِيعَةٌ , ثُمَّ تَحَدَّثَا سَاعَةً ، وَنَعَسَ أَبُو الْعَبَّاسِ فَخَفَقَ بِرَأْسِهِ ، وَأَنْشَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنٍ يَتَمَثَّلُ بِهَذِهِ الأَبْيَاتِ : أَلَمْ تَرَ حَوْشَبًا أَمْسَى يَبْنِي قُصُورًا نَفْعُهَا لِبَنِي بُقَيْلَةْ يُؤَمَّلُ أَنْ يُعَمَّرَ عُمْرَ نُوحٍ وَأَمْرُ اللَّهِ يَطْرُقُ كُلَّ لَيْلَةْ قَالَ : وَانْتَبَهَ أَبُو الْعَبَّاسِ ، فَفَهِمَ مَا قَالَ : فَقَالَ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ تَتَمَثَّلُ بِمِثْلِ هَذَا الشِّعْرِ عِنْدِي ! وَقَدْ رَأَيْتَ صَنِيعِي بِكَ ، وَإِنِّي لَمْ أَدَّخِرْكَ شَيْئًا , قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، هَفْوَةٌ كَانَتْ وَاللَّهِ مَا أَرَدْتُ بِهَا سُوءًا , وَلَكِنَّهَا أَبْيَاتٌ خَطَرَتْ فَتَمَثَّلْتُ بِهَا ، فَإِنْ رَأَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَحْتَمِلَ مَا كَانَ مِنِّي فِي ذَلِكَ فَلْيَفْعَلْ , قَالَ : قَدْ فَعَلْتُ , ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلَمَّا وَلِيَ أَبُو جَعْفَرٍ ، أَلَحَّ فِي طَلَبِ مُحَمَّدٍ وَإِبْرَاهِيمَ ابْنَيْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ , وَتَغَيَّبَا بِالْبَادِيَةِ , وَأَمَرَ أَبُو جَعْفَرٍ زِيَادَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَارِثِيَّ بِطَلَبِهِمَا ، فَكَانَ يُغَيِّبُ فِي ذَلِكَ ، وَلا يَجِدُّ فِي طَلَبِهِمَا ، فَعَزَلَهُ أَبُو جَعْفَرٍ عَنِ الْمَدِينَةِ ، وَوَلاهَا مُحَمَّدَ بْنَ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيَّ , وَأَمَرَهُ بِطَلَبِهِمَا ، فَغَيَّبَ أَيْضًا فِي ذَلِكَ ، وَلَمْ يُبَالِغْ ، وَكَانَ يَعْلَمُ مَكَانَهُمَا ، فَيُرْسِلُ الْخَيْلَ فِي طَلَبِهِمَا إِلَى مَكَانٍ آخَرَ . وَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا جَعْفَرٍ ، فَغَضِبَ عَلَيْهِ ، فَعَزَلَهُ ، وَوَلَّى رِيَاحَ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ حَيَّانَ الْمُرِّيَّ ، وَأَمَرَهُ بِالْجَدِّ فِي طَلَبِهِمَا وَقِلَّةِ الْغَفْلَةِ عَنْهُمَا . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : فَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِي ، قَالَ : فَجَدَّ رِيَاحُ بْنُ عُثْمَانَ فِي طَلَبِهِمَا ، وَلَمْ يُدَاهِنْ وَاشْتَدَّ فِي ذَلِكَ كُلَّ الشِّدَّةِ ، حَتَّى خَافَا ، وَجَعَلا يَنْتَقِلانِ مِنْ مَوْضِعٍ إِلَى مَوْضِعٍ ، وَاغْتَنَمَ أَبُو جَعْفَرٍ بِتَغَيُّبِهِمَا ، فَكَتَبَ إِلَى رِيَاحِ بْنِ عُثْمَانَ أَنْ يَأْخُذَ أَبَاهُمَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَسَنٍ وَإِخْوَتَهُ حَسَنَ بْنَ حَسَنٍ , وَدَاوُدَ بْنَ حَسَنٍ , وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ حَسَنٍ , وَمُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ ، وَهُوَ أَخُوهُمْ لأُمِّهِمْ فَاطِمَةَ بِنْتِ حُسَيْنٍ فِي عِدَّةٍ مِنْهُمْ ، وَيَشُدَّهُمْ وَثَاقًا ، وَيَبْعَثَ بِهِمْ إِلَيْهِ ، حَتَّى يُوَافُوهُ بِالرَّبَذَةِ , وَكَانَ أَبُو جَعْفَرٍ قَدْ حَجَّ تِلْكَ السَّنَةِ , وَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنْ يَأْخُذَنِي مَعَهُمْ ، فَيَبْعَثُ بِي إِلَيْهِ أَيْضًا . قَالَ : فَأُدْرِكْتُ ، وَقَدْ أَهْلَلْتُ بِالْحَجِّ ، فَأُخِذْتُ ، فَطُرِحْتُ فِي الْحَدِيدِ ، وَعُورِضَ بِي الطَّرِيقُ ، حَتَّى وَافَيْتُهُمْ بِالرَّبَذَةِ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : أَنَا رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَسَنٍ , وَأَهْلَ بَيْتِهِ يَخْرُجُونَ مِنْ دَارِ مَرْوَانَ بَعْدَ الْعَصْرِ ، وَهُمْ فِي الْحَدِيدِ ، فَيَحْمِلُونَ مَحَامِلَ أَعْرَاءَ ، لَيْسَ تَحْتَهُمْ وِطَاءٌ , وَأَنَا يَوْمَئِذٍ غُلامٌ ، قَدْ رَاهَقْتُ الاحْتِلامَ أَحْفَظُ مَا أَرَى ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِي : وَأَخَذَ مَعَهُمْ نَحْوًا مِنْ أَرْبَعِمِائَةٍ مِنْ جُهَيْنَةَ وَمُزَيْنَةَ , وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْقَبَائِلِ فَأَرَاهُمْ بِالرَّبَذَةِ ، مُكَتَّفِينَ فِي الشَّمْسِ ، قَالَ : وَسُجِنْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ , وَأَهْلِ بَيْتِهِ فَوَافَى أَبُو جَعْفَرٍ بِالرَّبَذَةِ مُنْصَرِفًا مِنَ الْحَجِّ , فَسَأَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنٍ أَبَا جَعْفَرٍ أَنْ يَأْذَنَ لَهُ فِي الدُّخُولِ عَلَيْهِ ، فَأَبَى أَبُو جَعْفَرٍ , فَلَمْ يَرَهُ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا ، قَالَ : ثُمَّ دَعَانِي أَبُو جَعْفَرٍ مِنْ بَيْنِهِمْ ، فَأُدْخِلْتُ عَلَيْهِ ، وَعِنْدَهُ عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ , فَلَمَّا رَآنِي عِيسَى قَالَ : نَعَمْ , هُوَ هُوَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , وَإِنْ أَنْتَ شَدَدْتَ عَلَيْهِ أَخْبَرَكَ بِمَكَانِهِمْ ، فَدَنَوْتُ فَسَلَّمْتُ ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : لا سَلامَ اللَّهِ عَلَيْكَ ، أَيْنَ الْفَاسِقَانِ ابْنَا الْفَاسِقِ ، الْكَاذِبَانِ ابْنَا الْكَاذِبِ ؟ قُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ : هَلْ يَنْفَعُنِي الصِّدْقُ عِنْدَكَ ؟ قَالَ : وَمَا ذَاكَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : امْرَأَتُهُ طَالِقٌ , وَعَلَيَّ وَعَلَيَّ , إِنْ كُنْتُ أَعْرِفُ مَكَانَهُمَا , قَالَ : فَلَمْ يَقْبَلْ ذَلِكَ مِنِّي , وَقَالَ : السِّيَاطُ , فَأُتِيَ بِالسِّيَاطِ ، وَأَقَمْتُ بَيْنَ الْعُقَابَيْنِ , فَضَرَبَنِي أَرْبَعَمِائَةِ سَوْطٍ , فَمَا عَلِقْتُ بِهَا حَتَّى رَفَعَ عَنِّي , ثُمَّ رَدَدْتُ إِلَى أَصْحَابِي عَلَى تِلْكَ الْحَالِ , ثُمَّ بَعَثَ إِلَيَّ الدِّيبَاجَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ , وَكَانَتِ ابْنَتُهُ تَحْتَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ , فَلَمَّا أُدْخِلَ عَلَيْهِ قَالَ : أَخْبِرْنِي عَنِ الْكَذَّابَيْنِ مَا فَعَلا ؟ وَأَيْنَ هُمَا ؟ قَالَ : وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا لِي بِهِمَا عِلْمٌ , قَالَ : لَتُخْبِرَنِّي , قَالَ : لَقَدْ قُلْتُ لَكَ , وَبِاللَّهِ إِنِّي لَصَادِقٌ , وَلَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ عِلْمَهُمَا قَبْلَ الْيَوْمِ , فَأَمَّا الْيَوْمَ فَوَاللَّهِ مَا لِي بِهِمَا عِلْمٌ ، قَالَ : جَرِّدْهُ ، فُجُرِّدَ فَضَرَبَهُ مِائَةَ سَوْطٍ , وَعَلَيْهِ جَامِعَةُ حَدِيدٍ فِي عُنُقِهِ ، فَلَمَّا فُرِغَ مِنْ ضَرَبِهِ أُخْرِجَ ، فَأُلْبِسَ قَمِيصًا لَهُ قُوهَيًّا عَلَى الضَّرْبِ ، فَأُتِيَ بِهِ إِلَيْنَا ، فَوَاللَّهِ مَا قَدَرُوا عَلَى نَزْعِ الْقَمِيصِ مِنْ لُصُوقِهِ بِالدَّمِ حَتَّى حَلَبَ عَلَيْهِ شَاةً , ثُمَّ انْتُزِعَ الْقَمِيصُ وَدُووِيَ ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : أَحْدِرُوهُمْ إِلَى الْعِرَاقِ ، فَقُدِمَ بِنَا إِلَى الْهَاشِمِيَّةِ فَحُبِسْنَا بِهَا , فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنٍ فِي الْحَبْسِ , فَجَاءَ السَّجَّانُ , فَقَالَ : لِيَخْرُجْ أَقْرَبُكُمْ بِهِ ، فَيُصَلِّي عَلَيْهِ ، فَخَرَجَ أَخُوهُ حَسَنُ بْنُ حَسَنِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، فَصَلِّي عَلَيْهِ ثُمَّ مَاتَ حَسَنُ بْنُ حَسَنٍ بَعْدَهُ ، فَأُخْرِجَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ فَصَلَّى عَلَيْهِ ، ثُمَّ مَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ , فَأَخَذَ رَأْسَهُ ، فَبَعَثَ بِهِ مَعَ جَمَاعَةٍ مِنَ الشِّيعَةِ إِلَى خُرَاسَانَ ، فَطَافُوا بِهِ كُورَ خُرَاسَانَ , فَجَعَلُوا يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ أَنَّ هَذَا رَأَسُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يُوهِمُونَ النَّاسَ أَنَّ هَذَا رَأْسُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ ، الَّذِي كَانُوا يَجِدُونَ فِي الرِّوَايَةِ خُرُوجَهُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِي : وَكَانَ مَعَنَا فِي الْحَبْسِ عَلِيُّ بْنُ حَسَنِ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَهُوَ أَبُو حُسَيْنِ بْنُ عَلِيٍّ صَاحِبُ فَخٍّ , وَكَانَ مِنْ أَفْضَلِ أَهْلِ زَمَانِهِ عِبَادَةً وَنُسُكًا ، وَوَرَعًا ، لَمْ يَأْكُلْ لأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ طَعَامًا ، تَمْرَةً فَمَا فَوْقَهَا مِنَ الْقَطَائِعِ الَّتِي أَقْطَعَهُمْ أَبُو الْعَبَّاسِ وَأَبُو جَعْفَرٍ ، وَلا تَوَضَّأَ مِنْ تِلْكِ الْعُيُونِ , وَلا شَرِبَ مِنْ مَائِهَا ، وَكَانَ تَحْتَهُ بِنْتُ عَمِّهِ زَيْنَبُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ , وَكَانَتْ مُتَعَبِّدَةً ، فَكَانَ يُقَالُ : لَيْسَ بِالْمَدِينَةِ زَوْجٌ أَعْبَدُ مِنْهَا ، يَعْنُونَ عَلِيَّ بْنَ حَسَنٍ , وَامْرَأَتَهُ زَيْنَبَ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنِ ، وَكَانَ السَّجَّانُ بِالْهَاشِمِيَّةِ يُحِبُّهُ ، وَيُكْرِمُهُ ، وَيُلَطِّفُهُ لِمَا يَرَى مِنِ اجْتِهَادِهِ وَعِبَادَتِهِ , فَأَتَاهُ بِمِخَدَّةٍ , فَقَالَ : ضَعْ رَأْسَكَ عَلَيْهَا ، تَوَطَّأْ بِهَا ، فَآثَرَ بِهَا أَبَاهُ حَسَنًا ، فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ : يَا بُنَيَّ ، عَمُّكُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنٍ أَحَقُّ بِهَا ، فَبَعَثَ بِهَا إِلَيْهِ ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنٍ : يَا أَخِي ، أَخُونَا هَذَا الْبَائِسُ الَّذِي ابْتُلِيَ بِسَبَبِنَا ، وَصَارَ إِلَى مَا صَارَ إِلَيْهِ مِنَ الضَّرْبِ أَحَقُّ بِهَا ، يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ ، فَأَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِ ، وَقَالَ : إِنَّكَ رَجُلٌ رَقِيقٌ ، تَكُونُ هَذِهِ الْمِخَدَّةُ تَحْتَ رَأْسِكَ ، فَأَخَذَهَا ، فَكَانَتْ تَحْتَ رَأْسِهِ ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنٍ يَوْمَ مَاتَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً , وَكَانَ مَوْتُهُ قَبْلَ مَقْتَلِ ابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بِأَشْهُرٍ , وَقُتِلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِي آخِرِ سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ ، فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَكَانَتْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ أَحَادِيثُ .