أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مَيْمُونٍ مَوْلَى عُرْوَةَ ، عَنْ حَبِيبٍ مَوْلَى عُرْوَةَ ، قَالَ : لَمَّا مَاتَتْ خَدِيجَةُ حَزِنَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُزْنًا شَدِيدًا , فَبَعَثَ اللَّهُ جِبْرِيلَ فَأَتَاهُ بِعَائِشَةَ فِي مَهْدٍ , فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , هَذِهِ تُذْهِبُ بَعْضَ حُزْنِكَ , وَإِنَّ فِي هَذِهِ خَلَفًا مِنْ خَدِيجَةَ ، ثُمَّ رَدَّهَا ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَخْتَلِفُ إِلَى بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ ، وَيَقُولُ : " يَا أُمَّ رُومَانَ ، اسْتَوْصِي بِعَائِشَةَ خَيْرًا وَاحْفَظِينِي فِيهَا " . فَكَانَ لِعَائِشَةَ بِذَلِكَ مَنْزِلَةٌ عِنْدَ أَهْلِهَا , وَلا يَشْعُرُونَ بِأَمْرِ اللَّهِ فِيهَا , فَأَتَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فِي بَعْضِ مَا كَانَ يَأْتِيهِمْ , وَكَانَ لا يُخْطِئُهُ يَوْمًا وَاحِدًا أَنْ يَأْتِيَ إِلَى بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ مُنْذُ أَسْلَمَ إِلَى أَنْ هَاجَرَ , فَيَجِدُ عَائِشَةَ مُتَسَتِّرَةً بِبَابِ دَارِ أَبِي بَكْرٍ تَبْكِي بُكَاءً حَزِينًا , فَسَأَلَهَا , فَشَكَتْ أُمَّهَا , فَذَكَرَتْ أَنَّهَا تُولَعُ بِهَا , فَدَمَعَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ , وَدَخَلَ عَلَى أُمِّ رُومَانَ , فَقَالَ : " يَا أُمَّ رُومَانَ ، أَلَمْ أُوصِكِ بِعَائِشَةَ تَحْفَظِينِي فِيهَا " ؟ ! , فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنَّهَا بَلَّغَتِ الصِّدِّيقَ عَنِّي , وَأَغْضَبَتْهُ عَلَيْنَا , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَإِنْ فَعَلَتْ " , قَالَتْ أُمُّ رُومَانَ : لا جَرَمَ , لا سُؤْتُهَا أَبَدًا . وَكَانَتْ عَائِشَةُ وُلِدَتِ السَّنَةَ الرَّابِعَةَ مِنَ النُّبُوَّةِ فِي أَوَّلِهَا , وَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ فِي السَّنَةِ الْعَاشِرَةِ فِي شَوَّالٍ ، وَهِيَ يَوْمَئِذٍ بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ , وَتَزَوَّجَهَا بَعْدَ سَوْدَةَ بِشَهْرٍ .