فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "عرف الحق لأهله" (١)، و (٢) رواه أبو عبيد في كتاب الأموال عن عبد الرحمن بن مهدي عن سلام.

وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُعلم أصحابه تجريد التوحيد (٣)، فقال: "لا تقولوا: ما شاء الله وشاء محمد، ولكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء محمد"، وقال له رجل: ما شاء الله وشئت فقال: "أجعلتني لله ندّاً، بل (٤) ما شاء الله وحده"، وما أحدثه الله -عز وجل- بغير فعل منه أضافه إلى الله وحده، كما في الصحيحين لما تاب الله على الثلاثة الذين خلفوا وآذن النبي - صلى الله عليه وسلم - الناس بتوبتهم، فجاء كعب إليه فقال: "يا كعب أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك"، فقال: يا رسول الله أمن عند الله أم من عندك؟ قال: "بل من عند الله" (٥)، ومعلوم أنه لو كان من عند النبي - صلى الله عليه وسلم - لكان من عند الله، بمعنى أن الله خلقه وأحدثه

(١) أخرجه الإمام أحمد في المسند ٣/ ٤٣٥، والطبراني في المعجم الكبير ١/ ٢٨٦ رقم ٨٣٩، ٨٤٠، والحاكم في المستدرك في كتاب التوبة والإنابة ٤/ ٢٥٥ وقال: صحيح الإسناد، وتعقبه الذهبي بقوله: ابن مصعب ضعيف واسمه محمد بن مصعب القرقسائي. أ. هـ، وقال ابن حجر في تقريب التهذيب ٢/ ١٣٤ رقم ٦٣٢١ في محمد بن مصعب: صدوق كثير الغلط. أ. هـ، وفي الحديث علة أخرى وهي تدليس الحسن البصري. انظر: كتاب تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس لابن حجر ص ١٠٢ رقم ٤٠، وقد أخرج الحديث أيضاً -كما ذكر المؤلف- أبو عبيد بن سلام في كتاب الأموال ص ١٤٩ رقم ٣٦٦، تحقيق محمد خليل هراس (الطبعة الأولى ١٤٠٦ هـ) مرسلاً عن الحسن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يذكر الأسود بن سريع.
(٢) كذا في (ف)، وسقطت الواو من الأصل و (د) و (ح).
(٣) انظر: كتاب التوحيد وقرة عيون الموحدين، تأليف الشيخ عبد الرحمن بن حسن النجدي الحنبلي ص ١١٨، باب ما جاء في حماية المصطفى جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل إلى الشرك، وكتاب فتح المجيد للشيخ عبد الرحمن أيضاً ص ٤٣١ نفس الباب (ولا يوجد معلومات عن الطبعة)، والقول المفيد على كتاب التوحيد للشيخ محمد العثيمين عناية د. سليمان أبا الخيل ود. خالد المشيقح ٣/ ٢٧٦ نفس الباب (الطبعة الأولى ١٤١٥ هـ الناشر دار العاصمة الرياض).
(٤) (بل) سقطت من (ف).
(٥) أخرجه البخاري في (كتاب المغازي، باب حديث كعب بن مالك) ٣/ ١٣٣٢ رقم ٤٤١٨ وأطرافه: ٤٦٧٦، ٤٦٧٧ واللفظ له، ومسلم في (كتاب التوبة، باب حديث توبة كعب بن مالك وصاحبيه) ٤/ ٢١٢٠ رقم ٢٧٦٩.