المخطوطات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية مصورة من مخطوط في مكتبة شستربتي رقم (٣٦٧٧)، وغاية كاتبه جمع أخبار من استغاث بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ولاذ به في شدته وتوسل إلى الله به (١)، وحسب ما وصل إلينا فهو أول كتاب يذكر الاستغاثة بالنبي - صلى الله عليه وسلم - من دون الله -عز وجل-، وإن كان أقل ضلالاً ممن جاء بعده.
وقد ذكر أشياء صحيحة مثل أحاديث الشفاعة، وأحاديث معجزات النبي - صلى الله عليه وسلم - في تكثير الماء أو الطعام لكن في غير موضعها.
وذكر أشياء معلوم بطلانها مثل قصة مالك مع المنصور، وقصة العتبي؛ يظن أنها صحيحة. وهو كما وصفه ابن تيمية: "وغاية ما ذكره نقل غير مصدق عن قائل غير معصوم" (٢).
وهو قدوة لكل قبوري جاء بعده، فقد نقل منه البكري في رده على ابن تيمية (٣)، ونقل منه النبهاني في "شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق" (٤).
٢ - كتاب البكري (ت ٧٢٤ هـ) في الرد على ابن تيمية ولم يصل إلينا سوى ما أورده ابن تيمية للرد عليه في كتابنا هذا، ولم تذكر لنا مصادر ترجمة البكري أي شيء عنه، وهو رد على فتوى في حكم الاستغاثة بالنبي - صلى الله عليه وسلم - لابن تيمية، قال ابن تيمية: "وقد ذهب إليه الجواب ووقف عليه، وزعم أنه يرد عليه، فافترى على المجيب" (٥).
وقد ذهب البكري في جوابه إلى جواز الاستغاثة بالنبي والرجل الصالح، بل كفَّر من أنكرها، وجعلها من صفات الكمال للنبي - صلى الله عليه وسلم - التي يكفر من أنكرها.
٣ - "شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق"، تأليف يوسف بن إسماعيل النبهاني (ت سنة ١٣٥٠ هـ) (٦)، حمل فيه على شيخ الإسلام ابن تيمية، وأجاز
(١) انظر: ص ٢ من المخطوط.
(٢) انظر: ص ٣٨٤.
(٣) انظر: ص ٢٤٥.
(٤) ص ٢٤٢ الطبعة الثانية ١٣٧٤ هـ، الناشر مكتبة مصطفى البابي الحلبي وأولاده - مصر.
(٥) انظر: ص ٣٠٢.
(٦) وقد طبع الكتاب طبعتين، الأولى طبعة دار الفكر بيروت ١٣٥٠ هـ، والثانية عام ١٣٧٤ هـ في مجلد.