وحكي عن طائفة: أن المزاحمة للاستقبال، والتقبيل أفضل.
ويستلم الركن اليماني بيده ويقبلها، ولا يقبله (1).
وقال أبو حنيفة: لا يستلمه.
وقال مالك: يستلمه ولا يقبل يده، وإنما يضعها على فيه.
وروى الخرقي عن أحمد: أنه يقبله.
ولا يستلم الركنين الآخرين اللذين يليان الحجر (2)، وروي ذلك عمر، وابن عمر، ومعاوية رضي اللَّه عنهم.
وروي عن ابن عباس وابن الزبير وجابر (3) رضي اللَّه عنهم: أنهم (1) لحديث ابن عمر: أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "كان لا يستلم إلا الحجر والركن اليماني" رواه البخاري ومسلم، أنظر صحيح البخاري 1: 279. وأنظر السنن الكبرى 5: 76.
(2) للكعبة أربعة أركان: الركن الأسود، ثم الركنان الشاميان، ثم الركن اليماني، فالأسود واليماني مبنيان على قواعد إبراهيم -صلى اللَّه عليه وسلم-، والشاميان ليسا على قواعده، بل مغيران.
وللركن الأسود فضيلتان: كون الحجر الأسود فيه، وكونه على قواعد إبراهيم -صلى اللَّه عليه وسلم-، وللركن اليماني فضيلة واحدة، وهي كونه على قواعد إبراهيم -صلى اللَّه عليه وسلم-، وليس للشاميين شيء من الفضيلتين، وإذا عرف هذا، فتكون السنة في الحجر الأسود استلامه وتقبيله، والسنة في الركن اليماني استلامه ولا يقبل، والسنة أن لا يقبل الثاميان ولا يستلمان، "المجموع" 8/ 39. وروى ابن عمر أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "كان يستلم الركن اليماني والأسود، ولا يستلم الآخران"، "البيهقي" 5/ 76.
(3) جابر: هو الصحابي الجليل جابر بن عبد اللَّه الأنصاري المكثر من الرواية عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وممن روى عنهم أبو بكر وعمر وعلي وأبو عبيدة ومعاذ، وروى =