- رضي الله عنه - عن عمر بن عبد العزيز عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مثله مرسلاً (1) وأنه قال: (فمن أحبَّ من أهل العالية (2)) وهي في سواد المدينة (3) - حرسها الله تعالى. وبعد هذا فقول الغزالي - رحمه الله وإيَّانا - "روي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يرخَّص لأهل السواد في مثل هذا اليوم في الانصراف" رواية منه للرواية الضعيفة، ويحتمل أن يكون رواية منه لحاصل حديث أبي هريرة على المعنى من حيث إن المطلق منه (4) خُصَّص بقول عثمان المنتشر من غير (5) نكير، واستجاز ذلك بقوله: "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان ... " ولو قال: روي عن أبي هريرة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... إلى آخره، لما ساغ له إلا أن يكون قد روي بهذا اللفظ؛ لأنه تغيير، ولا يجوز مثله ولا على مذهب من يجيز (6) الرواية بالمعنى، والله أعلم. على أن (7) ما أتى به مع هذا مستكره (8)، وكان الأولى به مجانبة أمثاله لما فيه من الإيهام وقلة من يفهم الفرق بينهما، والله أعلم. (1) انظر: الأم 1/ 398، المسند ص: 386.
(2) قال النووي: "هي مواضع وقرى بقرب مدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من جهة الشرق، وأقرب العوالي إلى المدينة على أربعة أميال، وقيل: على ثلاثة، وأبعدها: ثمانية". أهـ تهذيب الأسماء واللغات 3/ 2/ 54، وانظر فتح الباري10/ 30، والعوالي الآن بعض أحياء المدينة في الجهة الجنوبية الشرقية، والله أعلم.
(3) سواد المدينة: أي قرى المدينة، وسمَّيت سواداً لسوادها بالزرع والأشجار؛ لأن الخضرة ترى من البعد سوداء، والله أعلم. وانظر: المجموع 4/ 491، تهذيب الأسماء واللغات 3/ 1/160.
(4) سقط من (ب).
(5) سقط من (ب).
(6) في (أ): تخيَّر، وفي (ب): يجوَّز.
(7) سقط من (أ).
(8) في (أ): مستنكر.