مثناة وهي: التكبير، وحي على الصلاة، وحي على الفلاح، وكان أول الأذان مربعا عندكم، وجب أنْ تكون الشهادتان بعده مربعتين، لتكون ثلاثة أذكار، وثلاثة أذكار مثناة، والسابع مفردا وليكون المبدأ ضعف ما بعده، كما كان الذي يلى الآخر ضعف ما بعده، فهذا قياس أدخل في الشغب من قياسهم، على أن كل ذلك ضلالة وتلاعب بالدين، وإنما نريهم تشعب جهالتهم، وأنهم منها كالقابضين بأيديهم على ظلمة الليل! !
والعجب أنهم بهذا القياس نفسه الذي عارضناهم به (١)، احتجوا في تربيع التكبير في أول الأذان (٢).
وقاسوا إباحتهم للجنب أن يؤذن، على إباحتهم ذكر الله تعالى (٣)، ولم يقيسوه على منعهم له قراءة القرآن وهي ذكر.
وقاسوا امتداد وقت العشاء الآخرة إلى وقت صلاة الصبح، على امتداد سائر أوقات الصلوات من الظهر إلى وقت التي بعدها، وتركوا أن يقيسوا على ذلك اتصال آخر وقت صلاة الصبح إلى أول وقت الظهر.
(١) كررت به في ش مرتين.
(٢) هذا القول في: المختصر (ص ٢٤) والمبسوط (ج ١/ ص ١٢٨) والهداية (ج ١/ ص ٤٤) وتبيين الحقائق (ج ١/ ص ٩١) وبدائع الصنائع (ج ١/ ص ١٤٧) واللباب في شرح الكتاب (ج ١/ ص ٥٩).
(٣) هذا القول في الهداية (ج ١/ ص ٤٦) وتبيين الحقائق (ج ١/ ص ٩٣) وبدائع الصنائع (ج ١/ ص ١٥١) واللباب في شرح الكتاب (ج ١/ ص ٦٠).