مخاض هي؟ ! ! وقد عَلم كلُّ ذي مسكة من تمييز أن في بنات المخاض ما يساوي دينارًا، أو ما يساوي دنانير.
فاعجبوا لهذه العقول، واحمدوا الله تعالى على السلامة، مما ابتلاهم به! ! .
فإن قالوا: إنما أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالحكم المذكور على معنى القيمة؟ .
قلنا: هذا الكذب المحضُ على رسول الله، ونسبتهُ لِما قد نزهه الله تعالى عنه من الجُنون الذي لا يُشَاكِل إلا عُقُولَهُمْ! !
وهل فهم أحدٌ قط من تعويض بنت لَبون برَدِّ شاتين، أو عشرين درهما من بنت مخاض أن الحاكم بهذا أراد القيمة؟ ! !
أهكذا يقول من لا يَقْذِفُ بالحجارة، أَنَّه إنما أراد تعويض القيمة التي لا تثبت على حدٍّ واحد؟ !
ما شاء الله كان، اللهم إنا نعوذ بك مما امتحنتَهُمْ به من الضلال.
واحتجوا بخبر كعب بن عجرةَ (١) في حَلْق رأسه للأذى الذي كان
(١) كعب بن عجرة بن أمية القضاعي البلوي الأنصاري أبو محمد المدني الصحابي، روى سبعة وأربعين حديثا اتفقا على حديثين، وانفرد مسلم بمثلهما، روى عنه بنوه: محمد وإسحاق وعبد الملك، مات سنة ٥١ هـ. وقيل غير ذلك؛ أخرج له الستة.
انظر: تجريد أسماء الصحابة (٢/ ٣١) والإصابة في تمييز الصحابة (٥/ ٤٤٨ - ٤٤٩) وتهذيب التهذيب (٤/ ٥٩٣).