فُرصها الثمينة التي تضفي على أقلِّ منه مكانة العظمة والجلال.
وبزهده وورعه وفضله شهد العلماء.
قال فيه أبو نصر عبيد اللَّه بن سعيد السجزي الحافظ:
حللت عن التصنع في وداد ... فلم تر في توددك اعوجاجا
وقد كثر المداجي والمرائي ... فلا تحفل بمن رأى وداجا
حييت معمرًا وجزيت خيرًا ... وعشت لدين ذي التقوى سراجا
وقال فيه الذهبي:
". . . وكان ذا عبادة وتهجد، وملازمة للتصنيف، مع الجلالة والمهابة، وكان متعففًا نزيه النفس، كبير القدر، ثخين الورع" (١).
وقال فيه ابن الجوزي:
". . . وجمع الإمامة والعفة والصدق وحسن الخلق والتعبد والتقشف والخضوع وحسن السمت والصمت عما لا يعني" (٢).
أعماله
قضى معظم عمره في التدريس والإِملاء والقراءة والتأليف. وكان زاهدًا في أعمال الدولة ومناصبها، فلم يتولَّ منها غير القضاء في آخر عمره بعد إلحاحٍ شديد، وبشروط اشترطها لنفسه كما سيأتي.
توليه التدريس
كان الشيخ أبو عبد اللَّه الحسن بن حامد، هو الذي يقوم بتدريس الفقه
(١) سير أعلام النبلاء ١٢/ ٣٣٣.
(٢) المنتظم ٨/ ٢٤٣ و ٢٤٤.