أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ الْبَزَّازُ , وَعَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ , قَالَا: أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ , نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ , مَوْلَى مَنْصُورِ بْنِ الْمَهْدِيِّ , قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ , قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ , يَقُولُ: " الْحَزْمُ فِي الْمُجَالَسَةِ: أَنْ يَكُونَ كَلَامُكَ عِنْدَ الْأَمْرِ , وَالسُّؤَالِ وَالْمَسْأَلَةِ , فِي مَوْضِعِ الْكَلَامِ عَلَى قَدْرِ الضَّرُورَةِ وَالْحَاجَةِ مَخَافَةَ الزَّلَلِ , فَإِذَا أُمِّرْتَ فَاحْكُمْ , وَإِذَا سُئِلَتْ فَأَوْضِحْ , وَإِذَا طَلَبْتَ فَأَحْسِنْ , وَإِذَا أَخْبَرْتَ فَحَقِّقْ , وَاحْذَرِ الْإِكْثَارَ وَالتَّخْلِيطَ , فَإِنَّ مَنْ كَثُرَ كَلَامُهُ , كَثُرَ سَقْطُهُ " وَلَا يَرْفَعُ صَوْتَهُ فِي كَلَامِهِ عَالِيًا , فَيَشُقُّ حَلْقَهُ وَيَحْمِي صَدْرَهُ وَيَقْطَعُهُ , وَذَلِكَ مِنْ دَوَاعِي الْغَضَبِ وَقَدْ حُكِيَ أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ , اسْمُهُ عَبْدُ الصَّمَدِ , تَكَلَّمَ عِنْدَ الْمَأْمُونِ , فَرَفَعَ صَوْتَهُ , فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُونُ: لَا تَرْفَعَنَّ صَوْتَكَ يَا عَبْدَ الصَّمَدِ , إِنَّ الصَّوَابَ فِي الْأَسَدِّ لَا الْأَشَدِّ , وَلَا يُخْفِي صَوْتَهُ إِخْفَاءً لَا يَسْمَعُهُ الْحَاضِرُونَ , فَلَا يُفِيدُ شَيْئًا , بَلْ يَكُونُ مُقْتَصِدًا بَيْنَ ذَلِكَ وَيَجِبُ عَلَيْهِ الْإِصْلَاحُ مِنْ مَنْطِقِهِ , وَتَجَنُّبُ اللَّحْنِ فِي كَلَامِهِ وَالْإِفْصَاحُ عَنْ بَيَانِهِ , فَإِنَّ ذَلِكَ عَوْنٌ لَهُ فِي مُنَاظَرَتِهِ , أَلَا تَرَى إِلَى اسْتِعَانَةِ