٩٥ - باب الفُتور والإبطاء
يقال: ونى في الأمر يني ونيا وونيا، إذا فتر. قال الله عز وجل: {ولا تَنِيا في ذِكرِي} أي: لا تَفتُرا. ومنه لا توان في كذا وكذا. والونى: الفترة. وزعم الفراء أنها تمد وتقصر. والكلام فيها القصر.
وقد نأنأ في أمره ينأنئ منأنأة. وهو رجل نأناء: إذا كان ضعيفا. وجاء في الحديث: "خير الناس من مات في النأناة"، وزنه "النعنعة"، أي: في أول الإسلام وضعفه، قبل أن يكثر أهله ويقع الاختلاف.
وقد رهيأ في أمره يرهيئ رهيأة. وهو أن يردد أمره ولا يحكمه. وقد ترهيأت السحابة: إذا تمخضت. وقال الكميت:
فتِلكَ غَيابةُ النَّقِماتِ، أمسَتْ تَرَهْيأُ، بالعِقابِ، لِمُجرِمِينا
وقد ترهيأ حمل البعير عليه: إذا اضطرب.
وقد أنهأت أمرك إنهاءة: إذا لم تبرمه ولم تنضجه. وقد أنهأت اللحم إنهاء، وأنأته إناءة، وقد نهئ اللحم ينهأ نهأ ونهوءا.
ويقال: قد ريث أمره يريثه ترييثا. ونظر القناني إلى رجل من أصحاب الكسائي، فقال: "إنه ليريث النظر".
وقد رنق النظر يرنق ترنيقا. وأصله من ترنيق الطير، إذا جعلت ترفرف ولا تسقط.
ويقال: فلان ذو رسلة، إذا كان متوانيا.
ويقال: قد أهمد أمره، إذا أخمده. قال رؤبة:
لَمّا رأتْنِي راضِيًا بالإهمادْ
كالكُرَّزِ، المَربُوطِ بَينَ الأوتادْ