١٢٨ - باب الدعوات
كل طعام صنعه الرجل فدعا إليه إخوانه فهو مأدبة ومأدبة. وقد أدب فلان فهو آدب. وجاء في الحديث: "إن هذا القرآن مأدبة الله. فتعلموا مأدبة الله" أي: الذي دعا إليه عباده. ويقال للمأدبة: مدعاة.
فإذا خص بدعوته فهو الانتقار. يقال: دعاهم النقرى. قال طرفة بن العبد:
نَحنُ، في المَشتاةِ، نَدعُو الجَفَلَى لا تَرَى الآدِبَ، فِينا، يَنتَقِرْ
وقال الهذلي:
ولَيلةٍ، يَصطَلِي بالفَرْثِ جازِرُها يَختَصُّ، بالنَّقَرَى، المُثرِينَ داعِيها
لا يَنبِحُ الكَلبُ، فِيها، غَيرَ واحدةٍ عِندَ الصَّباحِ، ولا تَسرِى أفاعِيها
قوله "يصطلي بالفرث" أي: يدخل يديه في الفرث، حين يشق عنه الكرش، ليستدفئ من شدة البرد. وقوله "يختص بالنقرى المثرين" أي: يدعو ذوي الثروة واليسار ليكافئوه.
والوليمة: طعام العرس. يقال: قد أولم فلان.
والوكرة: الطعام يصنعه الرجل عند فراغه من بناء داره، فيدعو إليه. عن أبي زيد. وقال غيره: هي الوكيرة.
والإعذار: طعام الختان. ويقال: معذر ومعذور، إذا كان مختونا. وقال غير أبي زيد: هي العذيرة.
والنقيعة: طعام الإملاك. وقال غيره: هي الطعام يصنعه القادم من السفر. قال مهلهل:
إنّا لَنَضرِبُ، بالسُّيُوفِ، رُؤُوسَهُم ضَرْبَ القُدارِ نَقِيعةَ القُدّامِ