١٣٨ - باب الطَّعام الذي تُعالجه الأعراب من الطّبيخ وما وَصفوا من الكَثرة فيه والقِلّة وما أُسيء عَمَله منه
قال الأحمر: الربيكة: شيء يطبخ من بر وتمر. ويقال منه: ربكته أربكه ربكا. قال: وسمعت العامري يقول: الربيكة الرب الأقط بالسمن، وربما كانت تمرا وأقطا. ويضرب مثلا للقوم، إذا اجتمعوا من كل، فيقال: قبح الله تلك الربيكة. وقال العامري مرة أخرى: هو الرب يخلط بدقيق أو سويق.
قال: وسمعت أبا عمرو يقول: البكيلة: أن تؤخذ الحنطة فتطحن مع الأقط، ثم تبكل بالماء أي: تخلط، ثم يؤكل نيئا. وأنشد:
* غَضبانُ، لَم تُؤدَمْ لَهُ البَكِيلَهْ *
يقال: بكلها يبكلها بكلا. قال أبو عمرو: قال آخر: البكيلة: الأقط بالدقيق والسمن. يقال: بكلها ولبكها بمعنى واحد، إذا خلطها. وأنشد للكميت:
* أحادِيثُ مَغرُورِينَ، بَكْلٌ مِنَ البَكْلِ *
وقال الأموي: البكل: الأقط بالسمن. قال أبو زيد: البكيلة والبكالة جميعا: الدقيق يخلط بالسويق، ثم يبل بماء أو سمن أو زيت. يقال: بكلته أبكله بكلا.
وقال أبو عمرو الشيباني: البسيسة: أن يؤخذ طحن البر وطحن الأقط فيبس بالسمن، أي: يخلط، ثم يؤكل نيئا. يقال: بسست لهم أبس بسا. قال الراجز:
لا تَخبِزا خَبزًا، وبُسّا بَسّا
مَلْسًا، بِذَودِ الحُمَسِيِّ، مَلْسا
وأنشد أبو العباس: "بذود الحدسي":
نَوَّمتُ، عَنهُنَّ، غُلامًا جِبسا
وقَد تَغَطَّى فَرْوةً وحِلسا