ابن محمد بن المنتشر (١) عن أبيه عن حبيب بن سالم عن النعمان بن بشير - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في الجمعة والعيدين: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}.
وروى أبو بكر النجاد حديث النعمان بن بشير: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في العيد: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}.
وروى أيضًا بإسناده عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في العيد: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}.
فإن قيل: فهذا يقابله ما رُوي: أن (٢) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - سأل أبا واقد الليثي - صلى الله عليه وسلم - ماذا كان يقرأ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الأضحى والفطر؟ فقال: كان يقرأ فيهما بـ: {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} و {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ}.
وروت عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكبر في العيد اثنتي عشرة تكبيرة سوى تكبيرة الافتتاح ويقرأ بـ: {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} و {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ}، وهذا يدل على أنه لا توقيت في القراءة.
قيل: قد روينا في حديث سمرة والنعمان - رضي الله عنهما -: أنه كان يقرأ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} والغاشية، وهذا إخبار عن دوام الفعل، وهو لا يداوم إلا على المستحب، وما روينا أولى من حديث عائشة رضي الله عنها وأبي واقد لأمرين:
(١) في الأصل: المبشر.
(٢) في الأصل: ابن، والتصويب من "سنن" أبي داود.