وله سماع من مالك مدون، انقطع، ومنه في المجموعة مسائل وسمع الموطأ.
قال: وجاء رجل بوثيقة إلى أسد بخط ابن غانم، فجعل أسد يعرضها، ثم نقرها بأصبعه، وقال ما كان أفقه. قال سليمان بن عمران: كان ابن غانم كاملاً متكملاً، فصيحاً، حسن البيان، وهذه التمتمة باقية في ولده إلى زماننا.
قال أسد: كان ابن غانم فقيهاً.
قال معمر: كان ابن غانم يقرأ لنا كتب أبي حنيفة في الجمعة يوماً، ولما بلغت وفاته استرجع وترحم عليه، ثم قال: لقد كنت قائماً بهذا الأمر.
قال ابن غانم: لما دخلت مع البهلول بن راشد على سفيان الثوري، وكان معهم عبد الله بن فروخ، قال: ليقرأ علي أفصحكم لساناً، فإني أسمع اللحنة فيتغير لها قلبي، فقرأت عليه إلى أن فارقناه، ما رد علي حرفاً.
قال أبو العرب: ومناقب ابن غانم كثيرة، وقد حدث عنه سحنون، وداود ابن يحيى.
وكان لابن غانم حظ من صلاة الليل، فإذا قضاها وجلس في التشهد آخرها، عرض كل خصم يريد أن يحكم له على ربه، يقول في مناجاته:
يا رب فلان نازع فلاناً وادعي عليه بكذا، فأنكر دعواه، فسألته البينة فأتى ببينة شهدت بما ادعى، ثم سألته تزكيتها، فأتاني بمن زكاهم، وسأل تعنهم في السر فذكر عنهم، يعني خيراً، وقد أشرفت أن آخذ له من صاحبه حقه الذي تبين لي أنه حق له، فإن كنت على صواب، فثبتني وإن كنت على غير صواب فاصرفني، اللهم لا تسلمني، اللهم سلمني. فلا يزال يعرض الخصوم على ربه حتى يفرغ منهم.
وكان ابن غانم يكثر إنشاد هذين البيتين:
إذا انقرضت عني من العيش مدتي
... فإن غناء الباكيات قليل
سيعرض عن ذكري وتنسي مودتي
... ويحدث غناء الباكيات قليل
وكان لابن غانم أخ اسمه سعيد، سمع من أخيه عبد الله، وكتب عنه.
وكان لابن غانم ابنان جليلان أبو عمر وغانم، وأبو شراحبيل.
وكان أبو شراحبيل فقيهاً نظاراً ورعاً أديباً شاعراً، أخذ عن الكوفيين، ومال إلى رأيهم، وتوفى وهو ابن ست وثلاثين سنة، مولده سنة تسع ومائتين.