وَسُئِلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَرَأَيْت رقى نسترقيها ودواء نتداوى بِهِ هَل يرد من قدر الله
قَالَ إِنَّه من قدر الله
وَقَالَ وَالله لَا يُؤمن أحد حَتَّى يُؤمن بِاللَّه وبالقدر خَيره وشره من الله
وَلما جَازَ أَن يخلق الله تَعَالَى الْعين الَّذِي هُوَ شَرّ جَازَ أَن يخلق الْفِعْل الَّذِي هُوَ شَرّ
وَمجمع على أَن حَرَكَة المرتعش خلق الله فَكَذَلِك حَرَكَة غَيره غير أَن الله تَعَالَى خلق لهَذَا حَرَكَة واختيارا وَخلق للْآخر حَرَكَة وَلم يخلق لَهُ اخْتِيَارا
قَالَ أَبُو بكر الوَاسِطِيّ فِي قَوْله تَعَالَى {وَله مَا سكن فِي اللَّيْل وَالنَّهَار} قَالَ من ادّعى شَيْئا من ملكه وَهُوَ ماسكن فِي اللَّيْل وَالنَّهَار من خطرة وحركة أَنَّهَا لَهُ أَو بِهِ أَو إِلَيْهِ أَو مِنْهُ فقد جاذب القبضة وأوهن الْعِزَّة
وَفِي قَوْله {أَلا لَهُ الْخلق وَالْأَمر} خلق إِيجَاد وَأمر إِطْلَاق مالم يَأْمر الْجَوَارِح أَمر إِطْلَاق لم توافقه فِي شئ كَذَلِك الْمُخَالفَة
الْبَاب الرَّابِع عشر
قَوْلهم فِي الِاسْتِطَاعَة
أَجمعُوا أَنهم لَا يتنفسون نفسا وَلَا يطرفون طرفَة وَلَا يتحركون حَرَكَة إِلَّا بِقُوَّة يحدثها الله تَعَالَى فيهم واستطاعة يخلقها الله لَهُم مَعَ أفعالهم لَا يتقدمها وَلَا يتَأَخَّر عَنْهَا وَلَا يُوجد الْفِعْل إِلَّا بهَا وَلَوْلَا ذَلِك لكانوا بِصفة الله تَعَالَى