قال الله عز وجل لموسى وهارون عليهما السلام: {اذهبا إلى فرعون إنه طغى، فقولا له قولا لينا، لعله يتذكر أو يخشى {.
وقال لنبينا صلوات الله عليه: {خذ العفو وأمر بالمعروف واعرض عن الجاهلين {. وقال: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظم لعلكم تذكرون {.
وقال: {فيما رحمة من الله لنت لهم، ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك، فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر، فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين {.
ثم للنبي تبارك اسمه عليه فقال: {وانك لعلى خلق عظيم {. فسئلت عائشة رضي الله عنها: كيف كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: كان خلقه القرآن، يعني أخذ نفسه بآداب القرآن فتأدب بها وارتاض عليها، فكان كأنه لا يحسن سواها. وهذا مما لا يكمل إلا لمعصوم. وأما من لا عصمة له فإنه إن ضبط شيئاً أعفل بإزائه غيره.
ومها تعليمهم طرق الاستدلال ومحاجة الخصوم، قال الله عز وحل: {وتلك حجتنا آيناها إبراهيم على قومه {.
وقال: {ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن أتاه اله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويموت، قال أنا أحيي وأميت، قال إبراهيم: فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب، فبهت الذي كفر، والله لا يهدي القوم الظالمين {.
وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن {.
ثم علمه الاحتجاج فقال: {لو كان منهما آلهة إلا الله لفسدتا {.
وأمره أن يقول لمن قال: {من يحيي العظام وهي رميم، قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم {إلى غير ذلك مما يكثر إحصاؤه.