شديد العقاب لمن لا يتوب من الشرك، ذي الطول ذي الغناء عمن لا يوجد ثم وجد نفسصه حين لم يوجده كفار مكة، فقال لا إله إلا هو.
فلما سمعها الوليد انطلق حتى أتى مجلس قومه بني مخزوم فقال: (والله لقد سمعت لمحمد كلاماً أنفاً ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن، إن أسلفه لمغدق، وإن أعلاه لمثمر، وإن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه ليعلوا أو ما يعلا ثم انصرف إلى منزله.
فقالت قريش: قد صبأ الوليد، فوالله لتصبون قريش كلها، وكان يقال له ريحانة قريش. فقال أبو جهل: أنا أكفيكموه، فقعد إليه كهيئة الحزين، فقال له الوليد: مالي أراك حزينا؟ فقال: وما يمنعني أن أحزن، وهذه قريش، قد أجمعوا لك نفقة ليعينوك على أمرك، وزعموا أنك إنما رتبت قول محمد لتصيب من فضل طعامهم! فغضب الوليثد وقال: أوليس قد علمت قريش أني من أكثرهم مالاً وولداً، وهل شبع محمد وأصحابه من الطعام، فقام الوليد، وانطلق مع أبي جهل حتى مجلس بني مخزوم فقال: يزعمون أن محمداً كذاب فهل رأيتموه كذب فيكم قط، وكان يسمي قبل النبوة (الأمين)؟ فقالوا: اللهم لا! قال: فتزعمون أنه كاهن! فهل سمعتموه يخبر ما يخبر به الكهنة؟ فقالوا: اللهم لا! فبرأه الله من هذه الثلاثة كلها.
ثم قالت له قريش: فما هو يا أبا المغيرة؟ فيكفر ما يقول له: ثم نظر فيما يقول ثم عبس وبسر، فقال: إن هذا إلا سحر يؤثر.
وفي حديث آخر أن عيينة بن ربيعة قال لقريش: خلوا هذا الرجل واجعلوها لي والله لقد سمعت الشعر قرضة وزجره وقول الكهان، فما سمعت مثل قوله، وذلك عنهدما سمعه يقول: {حم}. {السجدة}، ومن أولها إلى أن بلغ: {فإن أعرضوا} فأقسم عليه أن يسمكه ويصد قريشاً، فقال لهم ما قال: فقالوا سحرك يا أبا الوليد!