قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم، وأكثرهم قرآنًا أحق أن يكون أميرهم).
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بعثًا ذوي عدد واستقر أهم القرآن فأتى من أحدثهم سنًا، قال: (ما معك يا فلان؟ قال: معي كذا، حتى ذكر سورة البقرة. قال أمعك سورة البقرة؟ قال: نعم. قال: اذهب فأنت أميرهم).
ويستحب للمسافر إذا كان رفيقه صالحًا أن يعينه ويكفيه بعض أمره. روي أن رفقة من الأشعريين خرجوا إلى الشام، فلما رجعوا، قالوا: يا رسول الله، ما رأينا رجلا بعد النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من فلان، ما نزلنا منزلاً إلا قام يصلي، ويظل النهار صائمًا: قال: (من كان يرحل له، من كان يكفيه المهنة؟ قالوا: نحن: قال: كلكم أفضل منه).
وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في سفر، فصام قوم، وأفطر قوم. فضعف الصوام عن العمل، وعمل المفطرون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ذهب المفطرون بالأجر اليوم).
وعن النبي صلى الله عليه وسلم: (خادم القوم أعظمهم أجرًا) وعن النبي صلى الله عليه وسلم: (سيد القوم في السفر خادمهم). وعنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي على الرجل يراه يخدم أصحابه، وقال مجاهد: صحبت ابن عمر وما أريد أن أخدمه، وكان ابن عمر يريد أن يخدمني. وكان يأخذ لي الركاب فأخذه مرة فرآني كرهت ذلك. فقال: يا مجاهد إنك لضيق الخلق.
وكان عامر بن عبد القيس إذا فصل عازمًا وقف ييوسم الرفاق، فإذا رأى رفقة توافقة قال: يا هؤلاء أني أريد أن أصحبكم على أن تعطوني من أنفسكم ثلاث خلال، فيقولون: ما هن؟ فيقول: أكن لكم خادمًا لا ينازعني أحد في الخدمة، وأن أكون مؤذنًا لا ينازعني أحد في الآذان، وأنفق عليكم بقدر طاقتي. فإذا قالوا نعم، انضم إليهم وإن نازعه أحد منهم شيئًا من ذلك رحل منهم إلى غيرهم.