وكان رحمه الله يقبل الهدية من المسلم المأمون الذى لا يعلم منه ريبة، ولا فى فعله فساد. ويقول: قد قبل رسول الله صلّى الله عليه وسلم الهدية. وكان يأمر بالمكافأة عليها حذر المنّة.
وكان رحمه الله يكره المسألة، مقصرا عن طلب الحاجة، اتباعا لقوله عليه الصلاة والسلام، ووصيته لبعض أصحابه «لا تسأل الناس شيئا»
وكان رحمه الله يحمل أمور المسلمين على الصحة، وعقودهم فى الأنكحة على الإباحة، إلا ما كان من نكاح متعة أو شغار. فإنه عنده حرام غير منعقد، ويسقط معه الحد، لشبهة الخلاف فيه.
وكان رحمه الله يذهب إلى نفى القول بالرجعة (١)، ويكفر من يقول بها.
ويتلو (١٥:٢٣، ١٦ {ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ. ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ تُبْعَثُونَ)} من غير ذكر الرجعة. ومن قال غير ذلك فهو ضال.
وكان رحمه الله لا يقبل توبة الزنديق والداعية. ويقول: من مذهبه إبطان الكفر: فلا يصح منه الرجوع القولى عنه. ويستحسن قول مالك بن أنس فى ذلك.
وقد روى عنه رواية أخرى: أنه أجراه مجرى المرتد فى قبول التوبة.
وكان يأمر بالتناصر، وترك التدابر، والتعاون على أفعال الخير. ويتلو (٢:٥ {وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى، وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ)} والحديث المأثور «لا تقاطعوا ولا تدابروا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانا»
وكان يقول: من أفضل خصال الإيمان: الحب فى الله. والبغض فى الله.
ويروى الحديث فى ذلك «أوثق عرى الإيمان: الحب فى الله، والبغض فى الله» ويأمر بالموالاة والأخوة. ويقرأ (١٠:٤٩ {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)} ويروى حديث النبى صلّى الله عليه وسلم «المؤمنون كالجسد الواحد» ويتلو (٧١:٩ {الْمُؤْمِنُونَ}
(١) أى رجعة على بن أبى طالب إلى الدنيا، وقتله لأعدائه، كما تدين الرافضة بذلك. وهى عقيدة وثنية قديمة